تامشكط : ﺩﺧﻠﺖ ﺃﻫﻞ ﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺜﺎﻝ ﺣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ

ﺑﺎﺩﺉ ﺫﻱ ﺑﺪﺀ ﺗﺠﺪﺭ ﺍﻻﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﻃﻌﺔ ﺗﺎﻣﺸﻜﻂ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺴﺖ 1903 ﻇﻠﺖ ﻣﻬﻤﻠﺔ ﻭﻣﻨﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺑﻬﺎ ﺃﻗﺪﻡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺭﻋﻮﻳﺔ ﻭﺯﺭﺍﻋﻴﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎﺯ؛ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻇﻠﺖ ﻓﻲ ﻃﻲ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﺰﻟﺔ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺷﺮﺩ ﺳﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻘﻊ ﺣﺘﻲ ﺧﺮﺟﻮﺍ ﺯﺭﺍﻓﺎﺓ ﻭﻭﺣﺪﺍﻧﺎ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﻫﻮﻝ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﺍﻟﻤﺰﺭﻳﺔ .
ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﻧﺐ ﺍﻻﺧﺮﻯ ﻓﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻇﻠﺖ ﻣﻄﻤﻮﺭﺓ ﺑﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻓﻲ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺛﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻭﻻﺗﻪ ﻭﻭﺩﺍﻥ .
ﻓﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﺁﻭﺩﺍﻏﺴﺖ ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻟﻠﺘﺼﻨﻴﻒ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ
ﺍﺯﺩﻫﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻫﻤﺰﺓ ﻭﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺑﺒﻼﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺜﻞ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﻗﺪ ﺗﺤﺪﺙ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻡ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭ ﻭﻣﻤﻦ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻮﻗﻞ ﻭﺍﻻﺩﺭﻳﺴﻲ ﻭﺍﻟﺒﻜﺮﻱ ﻭﻣﺆﺭﺥ ﻣﺮﺍﻛﺶ ﻭﻳﺎﻗﻮﺕ ﺍﻟﺤﻤﻮﻱ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺒﻐﺪﺍﺩﻱ ﻭﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﺫﻛﺮﻩ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﺮﺍﻛﺶ، ﺍﻻﺳﺘﺒﺼﺎﺭ ﻓﯽ ﻋﺠﺎﺋﺐ ﺍﻻﻣﺼﺎﺭ ، ﺹ 216_215
ﻗﺎﻝ ﮐﺎﺗﺐ ﻣﺮﺍﮐﺸﯽ : ” ﻭ ﺑﻴﻦ ﺻﺤﺮﺍﺀ ﻟﻤﺘﻮﻧﻪ ﻭ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ، ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭﺩﺍﻏﺴﺖ ﻭﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﺁﻫﻠﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻣﻢ ﻻ ﺗﺤﺼﻰ ﻭ ﻟﻬﺎ ﺑﺴﺎﺗﻴﻦ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭ ﻧﺨﻞ ﻛﺜﻴﺮ، ﻭ ﻳﺰﺭﻋﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﺑﺎﻟﺤﻔﺮ ﺑﺎﻟﻔﺆﻭﺱ ﻭ ﻳﺴﻘﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺪﻻﺀ ، ﻭ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺴﻘﻮﻥ ﺑﺴﺎﺗﻴﻨﻬﻢ، ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺄﻛﻞ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻳﺄﻛﻠﻮﻥ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻰ ﺗﺠﻮﺩ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻭ ﺍﻟﺒﻘﺮ ﻭ ﺍﻟﻐﻨﻢ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺷﻲﺀ ﻭ ﺃﺭﺧﺼﻪ : ﺗﺸﺘﺮﻯ ﻓﻰ ﺃﻭﺩﻏﺴﺖ 10 ﺃﻛﺒﺎﺵ ﺑﺪﻳﻨﺎﺭ ﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭ ﻫﻢ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﻧﻌﻢ ﺟﺰﻳﻠﺔ ﻭ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺟﻠﻴﻠﺔ ﻭ ﻟﻬﻢ ﺃﺳﻮﺍﻕ ﺣﺎﻓﻠﺔ ﻋﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﺪﻫﺮ ﻛﻠﻪ، ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺻﻮﺕ ﺟﻠﻴﺴﻪ ﻟﻜﺜﺮﻩ ﻏﻮﻏﺎﺀ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭ ﺗﺠﺎﺭﺗﻬﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﺑﺎﻟﺘﺒﺮ ﻭ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻓﻀﺔ؛ ﻭ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻭﺩﻏﺴﺖ ﻣﺒﺎﻧﻲ ﺣﺴﻨﺔ ﻭ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﺭﻓﻴﻌﺔ ﻭ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﺧﻼﻁ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ، ﻭ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻃﻨﻮﻫﺎ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺧﻴﺮﻫﺎ، ﻭ ﻧﻔﺎﻕ ﺃﺳﻮﺍﻗﻬﺎ ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺗﺠﺎﺭﺗﻬﺎ .” ﺍﻧﺘﻬﻰ
ﻭﻗﺪ ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻋﺰﻟﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻣﻦ ﺃﺷﺪﻫﺎ ﺗﻬﻤﻴﺸﺎ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﺧﻠﺔ ﻓﻤﻨﺬ ﻧﺸﻮﺀ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻋﺒﺮ ﺗﻌﺎﻗﺐ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻭﺳﻜﺎﻥ ﺩﺧﻠﺔ ﺃﻫﻞ ﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺣﻈﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﻭﻣﺎﻃﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﻭﻧﺴﻴﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﻄﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ
ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻭﻻ ﺟﻬﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺗﻬﺎ ﺳﺘﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﺼﺎﺀ ﻭﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺗﺤﺖ ﻧﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻭﺍﻻﻗﺼﺎﺀ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﻬﺠﺮﻳﻦ ﻣﺸﺘﺘﻴﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ﻛﺘﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻴﺪﻣﺎﻏﺔ ﻭﻛﺘﻠﺔ ﻓﻲ ﻟﻌﺼﺎﺑﺔ ﻭﻛﺘﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭﻟﻴﺒﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ .
ﻟﻘﺪ ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﺑﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺣﻴﺚ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎ ﻭﻓﺪﺍﺀ ﻟﻠﻮﻃﻦ؛ ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮﻫﻢ ﻓﺎﻝ ﻭﻟﺪ ﺑﺒﻜﺮ ﻭﺧﻄﺮ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺑﺠﺜﻤﺎﻧﻪ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ، ﻛﻤﺎ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻇﻠﺖ ﻣﺤﺎﻇﺮﻫﻢ ﻗﺒﻠﺔ ﻟﻠﺮﻛﺒﺎﻥ ﻳﻨﻬﻠﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻌﻴﻦ ﺍﻟﻮﺣﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺩﺭﺱ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﻓﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ؛ ﻭﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻭﺃﺳﺮﻯ .
ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺃﻃﺮ ﻭﺣﻤﻠﺔ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﻭﻗﻀﺎﺓ ﻭﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﻭﻣﻔﺘﺸﻮﻥ ﻭﺃﻃﺒﺎﺀ ﻭﺇﺩﺍﺭﻳﻮﻥ ﻣﺪﻧﻴﻮﻥ ﻭﻣﻬﻨﺪﺳﻮﻥ ﻛﻠﻬﻢ ﻳﺪﻭﺭﻭﻥ ﻓﻲ ﻓﻠﻚ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺠﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻗﻮﻓﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻬﻢ ﺑﻞ ﻇﻠﺖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﺑﺠﺮﻳﺮﺓ ﺑﻌﺾ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﻟﻮﺍ ﻭﺟﻮﻫﻬﻢ ﺷﻄﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺪﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﻭﺗﺮﻛﺖ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻣﺸﺮﻋﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺷﺎﺀ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺃﻥ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻥ ﺗﻈﻞ ﻣﺤﺮﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻻ ﻣﺎﺀ ﻻ ﻛﻬﺮﺑﺎﺀ ﻻ ﺻﺤﺔ ﻭﻻ ﺗﻌﻠﻴﻢ، ﻭﻛﺄﻥ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻳﻘﻮﻝ ﺣﻈﻜﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺘﻜﻢ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻭﺣﻆ ﻏﻴﺮﻛﻢ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻊ ﻭﺍﻟﺸﻜﺮ
ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﺘﺮﺣﻪ ﺳﻜﺎﻥ ﺩﺧﻠﺔ ﺃﻫﻞ ﻋﻤﺎﺭ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺑﺮﺑﻜﻢ ؟
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻛﻠﻪ ﻧﺄﻣﻞ ﺧﻴﺮﺍ ﻭﻧﻄﻤﺌﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻨﺎ ﻭﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﻭﺧﺼﻮﺻﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻠﻮﺡ ﻓﻲ ﺍﻻﻓﻖ ﺑﺎﺭﻗﺔ ﺃﻣﻞ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻟﻴﻞ ﺍﻟﺘﻬﻤﻴﺶ ﻣﻬﻤﺎ ﻃﺎﻝ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﻠﻲ ﻭﺷﻤﺲ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺄﻓﻞ ﻓﻠﺴﻮﻑ ﺗﺸﺮﻕ ﺷﻤﺲ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺸﺘﺪ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻳﻨﺒﻠﺞ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ .
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍ ﻳﺠﺪﺭ ﺑﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻨﺒﻪ ﺃﻥ ﺑﻠﺪﻧﺎ ﻳﻤﺮ ﺑﻤﺮﺣﻠﺔ ﺣﺴﺎﺳﺔ ﻭﻣﻔﺼﻠﻴﺔ
ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻗﺪﺭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﺤﺰﻡ ﻭﺍﻟﻴﻘﻈﺔ ﻭﺳﻂ ﻣﺤﻴﻂ ﻳﻌﺞ ﺑﺎﻟﻘﻼﻗﻞ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺘﻘﻠﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺤﺼﻦ ﺃﻣﺘﻨﺎ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﺤﻴﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻜﻠﻮﻣﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ .
ﺑﻘﻠﻢ : ﻣﺤﻤﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻭﻟﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى