المفتش محمدن الرباني يعلق على زيادة رواتب النواب

الممض والمؤلم في زيادة النواب الجديدة؛ ليس كونها تكريسا لاختلال الرواتب والمخصصات، ولا لكونهم ليسوا محتاجين إليها مقارنة بغيرهم، فحسب، بل لأنها كشفت عن حقيقة تفكير النظام الجديد، فخوفه من ارتفاع الأصوات وسلطان الإعلام المدونين لا يبدو رادعا له عن الفعل، بل عن إعلانه فقط، كما لا تردع الشروط أصحاب السريات بقدر تجعلهم يحتاطون أكثر في الإسرار.
زيادة النواب سرية محبكة لم تعرض على الجمعية الوطنية، ولم تظهر في الميزانية خيفة أن يعلم بها الموظفون المطحونون في سابقة وطنية بالغة الخطورة، لأنه يعني ببساطة أن لا معنى لعرض الميزانية على البرلمان، وأن قانون الميزانية شيء وواقع الصرف شيء آخر.
وإن تعجب لفعل الحكومة فاعجب لنواب يصدقون أن الأمر يتعلق بإعادة توزيع علاوات الرؤساء فهل يعقل أن تلك العلاوات تبلغ نحو الأربعين مليونا شهريا، أي ما يجاوز نصف مليار سنويا؟، وإن كان الأمر كذلك فأي فساد أشد؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى