ولد أحمد مولود يكتب:السنة الأولى في الحكم مقارنة تقييمية بين نظامين

يُثمن بعض العامة السنة الأولى من حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز باعتبار كثرة إنجازاته ورفعه لشعار محاربة الفساد، والحدب على الفقراء والمساكين، مقابل التبخيس والتقليل من أداء الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في السنة الأولى من حكمه.
ولأن المقارنة منهج علمي مُتبع، سألقي نظرة سريعة على أداء الرجلين لنستبين الفرق الشاسع بينهما.
أما الأول فقد انتهج الفوضى وأسلوب القرارات الارتجالية غير المدروسة استعطافا للعامة في بحثه عن شرعية شعبية مفقودة إثر انقلابه على رئيس مدني منتخب، لهذا جاءت مشاريعه مبتورة وسيئة العواقب على الاقتصاد الوطني لما صاحبها من الرشاوى والصفقات المشبوهة.
أما شعار الفساد فقد تبيَّن أن الهدف منه التمويه ولفت الانتباه عما ينوي القيام به من جرائم مالية ستصبح فيما بعد ملء السمع والبصر.
وفي المقابل نرى غريمه يسير بخطى ثابتة بقرارات مدروسة، رغم كثرة المعوقات والمطبات التي اعترضت سبيله ومنها حالة الافلاس المالي للدولة، وفيضانات سيلبابي، والتشويش السياسي، بل محاولة الانقلاب الفاشلة، وجائحة كورونا، وعمليات الاختلاس والتزوير في البنك المركزي، والسطو على الخزينة العامة للدولة.
ومع هذا كله لم تتوقف المشاريع التنموية بدءا بتوفير الأعلاف، وتعبيد الطرق، وتشييد المنشاءات التعليمية، والمباني الإدارية، إضافة إلى التدخلات الاجتماعبة لمؤسسة تآزر.
إن مشاريع عزيز لم تكن إلا مباني أنشئت على عجل ومن غير أساس قوي، سرعان ما انعكست بشكل سلبي على الاقتصاد الوطني في المأمورية الثانية من حكمه، بعكس خليفته الذي يسعى – فيما يبدو – إلى وضع دعائم قوية لنظام سياسي محكم وبناء تنمية حقيقية عبر خطط مدروسة وقرارات عقلانية، بنظرة ثاقبة تشخص الواقع وتستشرف المستقبل.
لقد كانت عامة الناس الذين لا يعرفون خفايا السياسة ولا ينظرون إلى مآلات الأمور يطبلون لعزيز في بداية حكمه، ويعتبرونه منقذ البلاد من الفساد، ومخلص العباد من الاستبداد، قبل أن تنكشف لهم الحقيقة ويصبحون أمام الواقع المر، بيما كانت النخبة من السياسيين والمثقفين تقف ضده وتناصبه العداء بحجة أنه جنرال فاسد ومتغطرس، يتصرف بطريقة مزاجية، تدفعها المصالح الشخصية.
أما الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فيبدو عكسه تماما فالنخبة تتسابق إليه إعجابا بسلوكه ونهجه السياسي، بينما تسخر منه العامة، وتراه ضعيف الشخصية قليل الحيلة، فاقدا للكاريزما السياسية، وهي لعمري نظرة غبية يجهل أصحابها أن الرجل كان قائدا لوحدة الدروع البرية، ثم قائدا للمخابرات العسكرية، ثم مديرا عاما للأمن الوطني لسنتين، ثم قائدا عاما لأركان الجيوش لعشر سنين، ثم وزيرا للدفاع، ثم رئيسا للجمهورية.
فهل يُرمى بالضعف من تقلد كل هذه المناصب ونجح في إدارتها باقتدار؟ كلا.
إنه حقا كما وصفه بعض المراقبين “قائد حكيم يوازن بين القبضة الناعمة حفاظا على الحريات العامة، والحزم في التعامل مع ضرورات أمن الدوله وحماية كيانها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى