ولد محمد الامين يكتب عن أصول الرق ومخلفاته الى رؤية فخامة رئيس الجمهورية/ الحلقة الثانية

العنوان الأصلي : قراءة في مخلفات الرق بموريتانيا بين دعايات الاستغلال ومشاريع التسوية من جذور الممارسة إلى رؤية رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني

 ثانيا: الاستعمار وتقوية الاستعباد

من المعلوم أن جميع شعوب العالم خضعت للاستعباد البشع ابتداء من التوسع الأوروبي على الشواطئ العالمية ومثلت منطقة غرب إفريقيا ريادة الاستعباد، حيث عومل أبناؤها بالطرق الحيوانية يحملون من الجزر السنغالية إلى جزيرة هايتي الأمريكية بالآلاف ليستغلوا أكثر من استغلال الآلة في الحقول الزراعية التي تحمل منتجاتها إلى سوق لشبونة بالبرتغال فيما عرف وقتها بالتجارة المثلثة.
ولئن كان سكان موريتانيا وقتها لم يخضعوا لحجم تلك البشاعة نتيجة عاملين : الأول أنهم تجاوزا عقلية تسليم الإنسان مقابل الثمن خاصة أن تلك الفترة تمثل ثروة ازدهار المعارف الشرعية في البلد، ثم إن ما لدى السكان من عبيد قليل لدرجة أنهم ليسوا في غنى عنه. أما العامل الثاني: فهو أن البرتغاليين حاولوا التوغل في عمق البلاد وأنشأوا مركزا قرب مدينة وادان بآدرار، لكنهم فوجئوا بهجوم من طرف سكان المدينة أجبرهم على التراجع، مما منعهم حتى من التفكير في كسب أبناء البلاد لكي يجلبوهم بنفس ما عومل به إخوتهم جنوب الصحراء. إلا أنه بعد احتلال البلاد من طرف فرنسا مطع القرن العشرين وبعد أن كاتبتها قيادات المجتمع سواء منها تلك التقليدية أو تلك التي فعلها المستعمر، تم تسخير كل الطبقات غير القيادية لأعمال استعبادية. ولكون مجموعة الحراطين مجموعة سمراء البشرة وكونهم وقتها يعيشون ظروف فقر ناجمة عن تراجع دخلهم بسبب ضربات الجفاف التي انعكست على الزراعة والرعي جعل الفرنسيون البشرة معيارا للعبودية وأصبح كل أسمر اللون في نظر الناس عبدا كما أن ظروف الفقر تلك أرغمت الكثير من أبناء الحراطين على امتهان نفس مهمة العبيد رغم حريتهم وتأصلهم في الأرض. وهكذا تحول الحراطين عبيدا..

عضو مكتب للجنة الوطنية للشباب

الشيخ ولد محمد الأمين
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى