كيفه :ملاحظات حول مركز الإستطباب بكيفه

ملاحظات حول مركز استطباب كيفة

يشعر من ينظر إلى مركز استطباب كيفة من خارج أسواره بهالة كبيرة من الفخر ، و هو يرى منشأة ضخمة تحت سماء بلاده و في إحدى أكبر مدنه ، و قد يخالج ذلك الشعور إحساس بأن الصحة باتت بألف خير .

لقد تم بناء هذا المستشفى قبل بضع سنين في أقصى شمال شرق المدينة بالتعاون مع جمهورية الصين الشعبية .. ذلك التعاون الذي يعود إلى عقود من الزمن في مجالات مختلفة أهمها المجال الصحي ؛ و هنا جاءت هذه المنشأة الكبيرة التي تستحق الإشادة .

إنها إنجاز عظيم تحقق في العشرية الماضية و لكنها تبقى بحاجة إلى أياد بررة .. إلى أطباء موريتانيين مخلصين يجسدون المهنية بأدق معانيها و يلخصون التفاني في أبهى تجلياته بكل مهنية و لين جانب .

لقد رافقت الإنجاز حملة إعلامية من السلطات تشيد به و فعلا يستحق .. إلا أنه يعاني مجموعة من المشاكل و المعوقات تحول دون استفادة البسطاء من خدماته بيسر .
و بعد زيارتي لهذا المستشفى مرات خرجت بملاحظات أذكر منها :

1- الموقع
لا يخدم الموقع النائي للمستشفى غالبية سكان المدينة .. فلو أنه على طريق الأمل -مثلا- لكان الوصول إليه لا يكلف عناء كبيرا ؛ لا ماديا أو بدنيا للسكان و الوافدين من خارج المدينة و خصوصا في الأوقات الحرجة .

2-الأطباء
في هذا المستشفى يملك أغلب الأطباء قلوبا كالصخر الأصم .. يتعامل الواحد منهم مع المريض بوجه عبوس ، و عجرفة تامة .. و قد يجبر النزيل المريض أو مرافقه إلى التصرف بما لا يليق عندما يكون الاستقبال بتثاقل و تتم المعاينة بعنجهية و تصعير للخد .

لا يعرف هؤلاء الشفقة .. يدخرون ما يملكون من قليل الرحمة للعيادة لاستقبال الدرهم هناك بتواضع حد الخساسة و أريحية حد التملق .

3-البوابون
يتسبب البوابون كثيرا لضعف تكوينهم و بخشبية ألفاظهم و قوة دفعهم للناس في مشاحنات و مشاجرات قد تنتهي أحيانا بكارثة على مرأى و مسمع من إدارة المستشفى .

4-الصيدلية
لا تتوفر صيدلية المستشفى غالبا على كل الأدوية الضرورية .. كما أن السلطات منعت وجود الصيدليات الخصوصية قرب المستشفى ، فأقربها منه في مسافة 400م تقريبا و هنا تكون الكارثة ، فحينما لا يوجد الدواء المطلوب في صيدلية المستشفى لزم جلبه و عندها قد يصدق المثل القائل طبيب بعد الموت أو دواء بعدها .

5-الطريق
الطريق الذي يربط المستشفى بالمدينة يمر عبر سوق الجديدة و هو أكبر أسواق المنطقة و كثيرا ما تجد سيارة الإسعاف تزاحم السيارات و العربات و الباعة و غيرهم من أجل الطريق . و كم في ذلك من مخاطر !

6-المحلات التجارية
لا توجد محلات تجارية بالقرب من المستشفى لأن إدارته منعت ذلك و في المقابل هناك نسوة تحت خيام رثة لا تقي من ضربات الشمس تبيع بعض المشروبات بمساعدة قصر يستجدون الناس من خارج أسوار المستشفى .

7-النظافة
ليس المستشفى نظيفا تماما فالذباب و البعوض و غيرهما من الحشرات لايزال يتخذ بعض الأروقة و غرف الحجز ملاذا آمنا .. أضف إلى ذلك مخلفات السجائر و قنينات الماء الفارغة و أحيانا بعض المخلفات الطبية ذات الخطورة البالغة .

8-المصلى “المسجد”
و من الإهمال ما حصل في ذلك فقد بناه الصينيون على شكل معبد بوذي أو هندوسي و الصورة أبلغ من الوصف !

9- الإدارة
يعاني المستشفى من سوء تسيير إداري واضح و خصوصا المصادر البشرية ، فلو كانت الادارة حازمة مع الأطباء و مع كل العاملين لكان الأداء مرضيا و النتائج جد إيجابية .

أما بالنسبة للملاحظة العاشرةفأتركها لك أيها القارئ الكيفي لتتفضل علينا بها فنكون -معا- قد شاركنا في إعداد هذه الملاحظات .

الحسن محمد الشيخ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى