ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻰ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ؟/ محمد الأمين ولد الفاضل

ﻓﻲ ﻳﻮﻡ 16 ﻣﺎﺭﺱ 2019 ﺗﺴﺒﺐ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﺎﺭ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺟﻨﺪﻱ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﻭﻓﺎﺓ ﺷﻴﺦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻧﺒﻴﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ ، ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ 28 ﻣﺎﻳﻮ 2020 ﺗﺴﺒﺐ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﺎﺭ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺟﻨﺪﻱ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﻭﻓﺎﺓ ﺷﺎﺏ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﺮﻳﺔ ﻭﻳﻨﺪﻧﻴﻚ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﺃﻣﺒﺎﻥ .
ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺠﺮﻱ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﻫﺎﺗﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺘﻴﻦ ﺍﻷﻟﻴﻤﺘﻴﻦ
ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ : ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻣﺒﺎﻥ ﻭﻗﻌﺖ ﻟﻴﻼ ‏( ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ‏) ، ﻭﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻧﺒﻴﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﻭﺿﺢ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ .
ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ : ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻣﺒﺎﻥ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻫﻮ ﺷﺎﺏ ﻋﻤﺮﻩ 35 ﺳﻨﺔ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻧﺒﻴﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﻃﺎﻋﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻦ .
ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻌﺪﺩ : ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻣﺒﺎﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻄﺎﺭﺩﺓ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﺮﺑﻴﻦ ﺣﺴﺐ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻧﺒﻴﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﻴﺦ ﺃﻋﺰﻝ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﻄﻴﻊ ﺳﺎﺋﻢ .
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﻌﺎﻡ : ﺟﺎﺀﺕ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻣﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺇﻏﻼﻕ ﻛﺎﻣﻞ ﻟﺤﺪﻭﺩ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻃﻮﻟﻬﺎ 5 ﺃﻻﻑ ﻛﻠﻢ، ﻭﺗﺄﺗﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﻏﻼﻕ ﻫﺬﻩ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻮﺑﺎﺀ ﻛﻮﺭﻭﻧﺎ . ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﻏﻼﻕ ﻫﺬﻩ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﻭﺍﺳﻊ ﺧﻼﻝ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺸﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﻣﻦ ﻣﻨﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻠﻴﻦ . ﺃﻣﺎ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻧﺒﻴﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀﺕ ﻓﻲ ﻇﺮﻑ ﻳﻨﺸﻐﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻏﻴﺮ ﺍﻹﺭﻫﺎﺏ ﻭﺍﻷﻣﻦ .
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺭﺩﻭﺩ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ : ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻣﺒﺎﻥ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﺻﺤﻔﻴﺎ ﺑﻌﺪ 15 ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻧﺒﻴﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ ﺃﺻﺪﺭ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺇﻳﺠﺎﺯﺍ ﺻﺤﻔﻴﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﺮﻭﺭ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﺟﺮﺗﻪ ﺍﻟﻀﺒﻄﻴﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ .
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺗﻮﺻﻴﻒ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ : ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻣﺒﺎﻥ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ : ” ﻭﻗﺪ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﺍﻟﺪﻭﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻬﺮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻻﺫ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﺭ . ﻭﺧﻼﻝ ﻣﻼﺣﻘﺘﻬﻢ ﺗﺮﺻﺪ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺟﻨﺪﻳﺎ ﺑﻨﻴﺔ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﺄﻃﻠﻖ ﺍﻟﺠﻨﺪﻱ ﻃﻠﻘﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮﻳﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﺘﺪﻱ ﺃﺻﺎﺑﺘﻪ ﻟﻸﺳﻒ ﺇﺻﺎﺑﺔ ﻣﻤﻴﺘﺔ “. ﻭﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻧﺒﻴﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﺠﺎﺯ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ : ” ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺎﻝ ﻭﻟﺪ ﺳﯿﺪ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﻘﺎﻃﻦ ﻓﻲ ﺍﻧﺒﻴﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻗﻄﻴﻊ ﺳﺎﺋﻢ ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺎﺭ ﺍﻗﺘﺮﺍﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺤﻈﻮﺭﺓ ﺷﻜﻮﻙ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺤﺮﺍﺳﺔ ﻓﺤﺎﻭﻟﻮﺍ ﺇﻳﻘﺎﻓﻪ . ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺣﺪﺛﺖ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺇﺭﺑﺎﻙ ﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﻗﺼﺪ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﺃﻭﺩﺕ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ “.
ﺇﻥ ﺃﻱ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺑﻴﻦ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻟﻤﻼﺑﺴﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺘﻴﻦ ﺳﺘﻈﻬﺮ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻣﺒﺎﻥ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺘﻤﺎﺳﻚ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻗﻮﺭﻥ ﺑﺎﻟﺘﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺤﺎﺩﺛﺔ ﺃﻧﺒﻴﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ .
ﻋﻦ ﺭﺩﻭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺘﻴﻦ
ﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻧﺒﻴﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ ﻟﻢ ﻳﺼﺪﺭ ﺃﻱ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺣﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺣﺴﺐ ﻋﻠﻤﻲ، ﻭﻓﻲ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺃﻣﺒﺎﻥ ﺃﺻﺪﺭ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺣﺰﺏ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﺗﺤﺎﺩ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﻜﺘﻞ ﻭﺇﻳﻨﺎﺩ ﻭﺍﻟﻌﻤﻴﺪ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻭﻟﺪ ﺑﺪﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎﺕ ﻣﻨﺪﺩﺓ ﺑﺤﺎﺩﺛﺔ ﺃﻣﺒﺎﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻧﺸﺮ ﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﺘﻮﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ .
ﻛﺎﻥ ﺣﺰﺏ ﺗﻮﺍﺻﻞ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﺣﺰﺏ ﻳﺼﺪﺭ ﺑﻴﺎﻧﺎ ﻣﻨﺪﺩﺍ ﺑﺎﻟﺤﺎﺩﺛﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻗﻴﺖ ﺍﻟﻨﺸﺮ، ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ” ﺑﻤﻘﺘﻞ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺭﻣﻴﺎ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ” ، ﻭﻗﺪ ﻋﺒﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺑﺄﻧﻪ ” ﻳﺪﻳﻦ ﺑﺸﺪﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺒﺸﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻴﻪ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻣﻔﺮﻁ ﻟﻘﻮﺓ ” ، ﻭﻗﺪ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ ” ﻛﻞ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺭﺹ ﺍﻟﺼﻔﻮﻑ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺍﻷﺧﻮﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺩﻋﺎﺓ ﺍﻟﺘﻔﺮﻗﺔ ” . ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﺣﺰﺏ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﻗﻮﻯ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺬﺭ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻪ ” ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﺮ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺒﻮﻫﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺴﻤﻴﻢ ﺍﻷﺟﻮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﺱ ﺑﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺳﻜﻴﻨﺘﻪ .” ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺰﺑﻲ ﺍﻟﺘﻜﺘﻞ ﻭﺇﻳﻨﺎﺩ، ﻓﻘﺪ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺤﺰﺑﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻛﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ” ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﺤﺰﻡ ﺿﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﺸﺤﻨﺎﺀ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺷﺮﺍﺋﺤﻪ .”
ﺍﻵﻥ ﻟﻨﻄﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺳﺎﺭﻋﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻨﺪﻳﺪ ﺑﺤﺎﺩﺛﺔ ﺃﻣﺒﺎﻥ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎﻫﻠﺖ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺍﻧﺒﻴﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ؟ ﻫﻞ ﻟﻸﻣﺮ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﺑﻤﻜﺎﻥ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺤﺎﺩﺙ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺃﺻﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺤﻦ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﺑﻴﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ؟ ﺃﻻ ﺗﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﺖ ﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺘﻴﻦ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺤﻦ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ؟
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻞ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻷﻟﻴﻤﺔ، ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻳﺘﻢ ﺗﺴﺠﻴﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ـ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻨﻬﺎ ـ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻭﻗﻮﻉ ﺃﻱ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺃﻥ ﺗﻨﺪﺩ ﺑﻘﻮﺓ، ﻭﺃﻥ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ ﻭﺑﻤﻮﺍﺳﺎﺓ ﺫﻭﻱ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ . ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺗﺼﻤﺖ ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻘﺒﻮﺭ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻭﺗﻨﺪﺩ ـ ﻭﺑﺄﻗﺴﻰ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ـ ﺑﺤﻮﺍﺩﺙ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ . ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻴﻞ ﺑﻤﻜﻴﺎﻟﻴﻦ ﻓﺴﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﺘﻢ ﻓﻴﻪ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻋﻨﺼﺮﻳﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﻣﻦ ﺿﺪ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ .
ﻗﺪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ، ﻭﻟﻤﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻟﻴﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻗﺪ ﺗﻔﺎﺟﺊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻨﻜﻢ .
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﻜﺎﺩ ﻳُﺠﻤﻊ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺴﺠﻞ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ، ﻫﻲ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺿﺪ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ، ﻭﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺘﻀﺮﺭ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﻫﻮ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻀﻔﺔ، ﻭﻟﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺟﺪﺍ ﺃﻥ ﻳﺮﻛﺰ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﻋﻦ ﻣﺪﻥ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﻭﻋﻦ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ .
ﺍﻵﻥ ﺇﻟﻴﻜﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻔﺎﺟﺌﻜﻢ، ﻭﻫﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺃﺳﻬﺎ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺗﺎﻡ ﺟﻤﺒﺎﺭ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺽ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺛﺎﺋﻘﻬﻢ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻠﻌﺮﺍﻗﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻳﻔﻮﻗﻮﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ ﺣﺮﻣﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ ﻭﺛﺎﺋﻘﻬﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺘﻲ ﻟﺒﺮﺍﻛﻨﺔ ﻭ ﻛﻮﺭﻛﻮﻝ، ﻭﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻀﻌﻬﺎ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺴﺠﻞ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﻨﺎﻙ ” ﺣﻘﻴﻘﺔ ” ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﻴﻬﺎ، ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ، ﻭﺇﻟﻰ ﻭﻻﻳﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻟﻘﺪ ﺳﺎﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺨﺎﻃﺊ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻻﺯﺩﻭﺍﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻣﻊ ” ﺿﺤﺎﻳﺎ ” ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ، ﻓﻴﺘﻢ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺧﺒﺮﺍ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻨﺸﺮ، ﻭﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﺘﻨﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ . ﺃﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻻ ﻳﺮﻗﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺨﺒﺮ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ ” ﺗﻔﺎﻋﻼ ” ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﺪﻭ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺠﺮﺩ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻋﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺒﻊ ﻋﻤﻞ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ .
ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ ﻻ ﻳﺘﺴﻊ ﻟﻬﺎ، ﻭﻟﺬﺍ ﻓﺴﺄﻛﺘﻔﻲ ﺑﻤﺜﺎﻝ ﻭﺍﺣﺪ . ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ 2011 ﺣﺮﻣﺖ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍﺕ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﺔ ﺷﺨﺼﻴﺘﻴﻦ ﺳﻴﺎﺳﻴﺘﻴﻦ ﺗﻨﺘﻤﻴﺎﻥ ﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ ﺷﻐﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻭﺯﻳﺮ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ، ﺣﺮﻣﺘﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ . ﺍﻷﻭﻝ ﺣُﺮﻡ ﻫﻮ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ﺍﻟﺜﺒﻮﺗﻴﺔ ﻷﻥ ﺃﻣﻪ ﻣﻮﻟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺣُﺮﻣﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻷﻥ ﺃﻣﻬﺎ ﻣﻮﻟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ . ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺃﺣﺪ ﻋﻦ ﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﻴﻨﺎ ﻭﺳﻄﻪ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﻲ ﺍﻟﻀﻴﻖ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﺤﺮﻣﺎﻥ ﺑﺰﻭﺟﺘﻪ ﻻ ﺑﻪ ﻫﻮ، ﻓﻘﺪ ﺟُﻌِﻞ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺣﺮﻣﺎﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﺃﻭﺭﺍﻗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺧﺒﺮﺍ ﺗﺘﺪﺍﻭﻟﻪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ، ﻭﻗﻀﻴﺔ ﺭﺃﻱ ﻋﺎﻡ ﻳﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﻭﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮﻳﻦ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﺎﺭ ﺧﺎﻃﺊ ﻓﻲ ﺍﻧﺒﻜﺖ ﻟﺤﻮﺍﺵ ﻭﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺘﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻃﻼﻕ ﻧﺎﺭ ﺧﺎﻃﺊ ﻓﻲ ﺃﻣﺒﺎﻥ .
ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ، ﻓﺴﻴﺄﺗﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺘﺼﻨﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻣﺰﺍﻭﻟﺘﻬﻢ ﻟﻤﻬﺎﻣﻬﻢ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻭﻣﻌﺰﻭﻟﺔ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻔﻌﻞ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﻣﻨﻈﻢ ﻣﻮﺟﻪ ﺿﺪ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﺑﻌﻴﻨﻬﺎ .
ﺃﻟﻢ ﻳﺤﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻷﻥ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ ؟
ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ …
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى