من قواعد السطوة…..قوم رئيسك

26 ـ احرص على إخفاء أخطائك

تعتمد سمعتك على ما تخفيه أكثر مما تعلنه، فالجميع يرتكبون الأخطاء ولكن أفضلهم من يعرف كيف يخفي أخطاءه ويجد كبش فداء يتحمل اللوم من الآخرين على تلك الأخطاء، الأمر الذي فعله أصحاب أعظم الإمبراطوريات في العالم.

“كان من عادة الأثينيين الاحتفاظ بأشخاص منحطين وخاملين للتضحية بهم، وكانوا إن حلت بهم كارثة كالطاعون أو الفيضان أو المجاعة يقودون “كباش الفداء” هؤلاء إلى خارج المدينة ويتخلصون منهم غالبا بالرجم”. سير جيمس فريزر

في عام 1500 وبعد استيلاء سيزر بورجيا على رومانيا أراد أن يعيد الأمن إلى تلك المنطقة بعد أن انتشر فيها اللصوص وسيطروا على ثرواتها، فعين روميرو دي أوركو قائدًا عسكريًا للمنطقة لما يمتاز به من خشونة ووحشية في التعامل، ومنحه سيزر السلطة المطلقة، وخطط منذ ذلك الحين أن يكون روميرو هو كبش الفداء.

رحب الناس في البداية بحفاظه على الأمن، إلا أنه في 1502 بدأت الجماهير ترفضه بسبب أفعاله الوحشية، وحينها جاء دور سيزر فأشاع أن الأفعال التي قام بها روميرو ليست بأوامر منه وأمر باعتقاله وفي احتفالات رأس السنة أعدمه وعلق رأسه في الساحة الرئيسية في المدينة، وكتب ميكافيلي عن ذلك قائلا: كان عنف المشهد كافيا لإشعار الناس بالخوف والرضا معا”.

27- ابتدع مذهبًا ليتبعك الناس

رغبة الناس في الإيمان بشكل عام وميلهم إلى تقديس مذهب أو فكرة هو طريقك إلى جذب الأتباع، فعلى مر التاريخ ظهرت أفكار ومذاهب تبدو لمن يسمع عنها للوهلة الأولى أنها ساذجة ولكنها كانت في زمانها طريقة ليسيطر أحدهم على أكبر قدر من الناس، بإمكانك ذلك لو جعلت كلامك بسيطًا ويحتمل أكثر من معنى، وصنعت لطائفتك عدوًا يوحدهم بكرههم له.

“تأتي سطوة المشعوذين من قدراتهم على فتح أبواب الإيمان للناس، تلك الأبواب التي يحبها ويطرقها الناس بالأساس. إلا أن السذج لا يستطيعون أن يفكروا بعقلانية بل ينقادون لمن يبهرهم بمنهجه، ويستسلمون لتأثيره وما يقدمه لهم من أوهام كما تنقاد الأبقار لراعيها”. جريت دي فرانسيسكو

في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي انتشر عن الطبيب السويدي شوباخ أنه يستطيع علاج الأمراض المستعصية بالأعشاب الطبيعية، وبدأ الأثرياء بالتوافد عليه طلبا للعلاج، وكان شوباخ يتبع طريقة مختلفة في العلاج؛ فبينما كانت علاجات عصره يطلق عليها مسميات غريبة لاتينية، استخدم هو أسماء جذابة لأدويته مثل “شراب السعادة” و”زهرة القلب الرقيقة”، وكانت تتميز بطعمها العذب والطيب، ليس كما هو الحال في الأدوية المعروفة.

روج شوباخ عن نفسه بعض الحكايات الأسطورية كقدرته على تشخيص المريض بمجرد النظر إلى بوله وعلاجه بالصدمات الكهربائية، وبالفعل فإن تلك الحكايات جعلت الناس والأثرياء منهم ينجذبون إليه بل ويدافعون عنه ضد من يشكك في قدراته، حتى أصبح ثريًا بشكل هائل.

28- كن جريئًا ولا تتردد

أفضل الكذب أجرؤه، ولا يخلو أحد أبدًا من نقاط الضعف ولا يمكن لجهودنا أن تكون كاملة إلا أن الإقدام له تأثير السحر في إخفاء النقائص والعيوب، وإن كنت تمارس أي نوع من التحايل أثناء التفاوض فاحرص أن تطلب أكثر مما تطمح إليه وستفاجأ أنك غالبًا ما تنال ما تطلبه.

“التقدم بقلب خائف يحفر القبر لصاحبه”.

“الجرأة تميزك عن القطيع”.

في عام 1925 دعا السيد لوستيج المدير العام لوزارة البريد والتلغراف الفرنسية خمسة من أنجح رجال تجار الخردة في فرنسا لحضور اجتماع رسمي سري في فندق كريون أكبر وأفخم فنادق باريس، وشرح لهم لوستيج أن الحكومة الفرنسية قررت هدم برج إيفيل لأن تكلفات صيانته عالية جدًا ولا تستطيع الحكومة تكبدها في ظل الأزمة المالية حينها، وطلب منهم التقدم لشراء البرج، قدم لوستيج لهم أوراقًا حكومية مليئة بالأرقام والمخططات البيانية عن أوزان البرج ومكوناته المعدنية، مما زاد من إغرائهم.

ليتقدم أحدهم بعرض شراء، ويوافق عليه السيد لوستيج لكن يكتب أولًا شيك تأمين قدره ربع مليون فرانك، وسيتسلم حينها السندات التي تثبت ملكيته للبرج، وبالفعل تقدم بالشيك بالإضافة إلى رشوة للسيد لوستيج الذي أظهر طلبه للرشوة من التاجر (ليثبت أنه موظف حكومي وكانوا أكثرهم مرتشين في ذلك العهد)، ثم اكتشف التاجر الخدعة بعد ذلك ولم يتقدم ببلاغ للشرطة لأن ذلك سيكلفه سمعته في السوق

روبرت جرين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى