كيفه :هل بإستطاعتنا أن نفهم تصامم نخب المقاطعة عن إستغاثة العمدة د جمال ولد كبود بهم ؟

تعيش مقاطعة كيفه تجاذبات سياسية جمة ، و حساسيات تقليدية مفرطة ، تنفجر في المواسم الأنتخابية ، و تبقى موقوتة بعد ذلك ،
حين نلاحظ أن الحوضين نجحا في العمل الجمعوي ذو الطابع الخيري فهذا لن يعني نضوب المشارب السياسية المختلفة، سواء كانت الموالية منها أو المعارضة هناك ، بل الأغلبية كانت هناك و ما زالت جبلا شامخا لا ينسفه شيئ ، و المعارضة صارت أيضا هناك و ما زالت كذلك شمسا ساطعة لا يحجبها غربال.
إن نجاح الحوضين في العمل الجمعوي الخيري بين ساستها و منتخبيها و أطرها و تجارها لا يعني كذلك أنهم لا ينحدرون من قبائل شتى ، فكل واحد منهم و إلى الآن ما زال يغني :
أنا ابن دارة معروفا بها نسبي
و هل بدارة ياللناس من عار
و نجاح الحوضين في العمل الجمعوي الخيري لا يعني أنهم تجردوا من الحياة البشرية التي تنازع الإنسان على جبلة حب الشهرة و السؤدد و الغلبة..
أن نجاح الحوضين في العمل الجمعوي الخيري و لعل مكمن براعته أنهم رشدوا خلافاتهم السياسية و الإجتماعية و تواصوا على العمل في ما هو متفق عليه بينهم و نبذ ما هو مختلف فيه إلى حينه ، و مكانه.
لقد حاول عمدة كيفه الدكتور جمال ولد كبود  في الأيام الماضية أن يستنسخ التجربة في دائرته الأنتخابية من خلال دعوته إلى نكران الذات و مد يد العون من أجل نظافة بلديته.

لكن القرائن توحي بوأد فكرته قبل ميلادها و لعل التجذبات السياسية و الحساسيات القبلية و الضغائن البينية في دائرته الأنتخابية كلها مجتمعة عجلت بحتفها و طمرها.
كان الأولى بنخب الولاية و خاصة مقاطعة كيفه أن يتلقفوا دعوة العمدة جمال ولد كبود و أن يتسابقوا إلى إنجاحها ، لأنها دعوة بذل و عطاء و زكاة و سخاء ، و مثل تلك الدعوات تجد القبول و الرضى عند أهل الشأن العقلاء .
هناك من يجزم أن عقلية غزية و شاعرها في السياسة و الشأن العام ما زالت تضرب بخيامها و منذ قديم الزمان و إلى الآن بين  أديم جل نخب المقاطعة ، و هي التي كانت السبب الرئيسي في فشل دعوة العمدة.

هذا الرأي قد يكون فيه تجن على البعض الذي له مبررات وجيهة وواضحة كفلق الصبح تذهب به إلى رفض تلك الإستغاثة المدوية ، إلا أنه يبقى وارد على البعض بل و يجاهر به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى