إلى معالى وزير الثقافة

ﺍﺳﻤﺤﻮﺍ ﻟﻲ ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻵﻥ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺛﻤﺎﻧﻲ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﺘﻌﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﻨﻘﻴﻂ ﻻﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﻧﺴﺨﺘﻪ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺧﻼﻝ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﺮﻋﻲ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻜﻢ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻣﻦ ﺧﻼﻟﻜﻢ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ ﺃﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻓﻲ ﺑﻼﺩﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﺍﻟﺨَﻠْﻘﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﻟﻴﺤﻴﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻖ ﺃﺭﻳﺪ ﺑﻬﺎ ﺑﺎﻃﻞ .
” ﻣﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ
ﻟﻘﺪ ﺭﺣﺐ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 2011 ﻡ ﻡ ﺑﻘﺮﺍﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﻤﺼﺤﻮﺏ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﻳﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺈﻧﺸﺎﺀ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻃﻤﻮﺡ ﻗﻴﻞ ﺇﻧﻪ ﻳﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺗﺮﺍﺛﻨﺎ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺇﺣﻴﺎﺀ ﻣﺪﻧﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ : ﻭﺍﺩﺍﻥ ﻭﺷﻨﻘﻴﻂ ﻭﺗﻴﺸﻴﺖ ﻭﻭﻻﺗﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﺮﺻﺪ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ .
ﻭﻣﻤﺎ ﺿﺎﻋﻒ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﺀ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺃﻥ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺗﻬﺪﺩ ﺑﺴﺤﺐ ﺻﻔﺔ ﺗﺮﺍﺙ ﻋﺎﻟﻤﻰ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺑﺤﺠﺔ ﻋﺪﻡ ﻭﻓﺎﺀ ﺑﻼ ﺩﻧﺎ ﺑﺎﻟﺘﻌﻬﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﻬﺎ ﻓﻰ ﻫﺪﺍ ﺍﻟﺸﺎﻥ .
ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺍﻗﺘﻨﻊ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺑﻌﺚ ﺭﻭﺡ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭﺿﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻣﻦ ﻣﻜﻮﻧﺘﻴﻦ : ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻳﺔ ﻭﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺧﺮﺑﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻀﺎﺭﺏ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺜﻤﻦ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻭﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻻﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﺮﺓ ﺳﺒﻴﻼ ﺇﻟﻰ ﻛﺒﺢ ﺟﻤﺎﺡ ﻫﺠﺮﺓ ﻣﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺳﺎﻛﻨﺘﻬﺎ ﻭ ـ ﻟﻢ ﻻ؟ ـ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻋﻮﺩﺓ ﺑﻌﺾ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﺎﺩﺭﻭﻫﺎ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺷﻈﻒ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻫﺸﺎﺷﺔ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﺤﻠﻴﺎ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ .
ﻭﻋﻠﻰ ﺿﻮﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﺍ ﻟﺘﻔﺎﻋﻠﻬﻢ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﻟﻔﺘﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻦ
ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺣﻮﺍﺿﺮﻫﻢ ﺍﻷﺻﻠﻴﺔ، ﺍﻋﺘﺒﺮ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﻴﻠﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺿﺮﺍﻟﻘﺎﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺃﻭﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺒﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻮﺍ ﺑﺤﻤﺎﺱ ﻓﻲ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﻓﺘﻨﻘﻠﻮﺍ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﻭﺑﻌﺎﺋﻼﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺑﻜﻞ ﺳﺮﻭﺭﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻭﺇﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺪﻧﻬﻢ . ﻭﻟﻘﺪ ﺗﻄﻠﺐ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﻬﻢ ﺗﻀﺤﻴﺎﺕ ﻟﻮﺟﺴﺘﻴﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻭﻭﻋﻮﺭﺓ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ ﻓﻴﻬﺎ .
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻋﻨﺪ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺣﻴﺚ ﻣﻀﺖ ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺎﺏ ﺷﻨﻘﻴﻂ ﻭﻋﺸﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﻟﻠﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﻓﻘﺪ ﺗﺒﺨﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺱ ﻛﻘﻄﻌﺔ ﺛﻠﺞ ﺗﺤﺖ ﻟﻔﺢ ﺷﻤﺲ ﺣﺎﺭﻗﺔ . ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻟﻠﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﻖ ﺧﻴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﺭﻥ ﺑﻴﻦ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺠﻤﻊ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻫﻈﺔ ﻭﻣﺮﺩﻭﺩﻳﺘﻪ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ ﺍﻟﻀﺌﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ . ﻭﻟﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻌﻜﺲ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻣﺨﺎﺩﻉ .
ﻭﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺃﻥ ﻧﺆﻛﺪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﺸﻴﺖ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻭﺭﺗﻴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻭﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ
ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻬﻤﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻨﺘﻲ 2013 ﻭ 2017 ، ﻓﺈﻥ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﺍﺯﺩﺍﺩ ﺳﻮﺀ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ . ﻓﺴﻮﺍﺀ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺰﻟﺔ
ﺍﻟﺨﺎﻧﻘﺔ ﺍﻟﻤﻨﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﻨﻈﻴﺮﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﺮﺩﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﺨﻄﻮﻃﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺃﻭ
ﺑﺈﻫﻤﺎﻝ ﺗﺮﺍﺛﻬﺎ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭ ﻭﺍﻷﺛﺮﻱ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻭ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﻋﻴﺶ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺼﺎﻋﺪﺕ ﻭﺗﻴﺮﺓ
ﻧﺰﻭﺣﻬﻢ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺸﺮﻭﻉ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻱ ﻭﻋﺪ ﻣﻦ ﻭﻋﻮﺩ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ﻋﻨﻪ .
ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻧﻪ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺪﻭﺭﺗﻴﻦ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺗﻴﻦ ﺃﻋﻼﻩ ﺗﻢ ﻣﻨﺢ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﻟﺒﻀﻊ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺋﻼﺕ ﻛﻌﻮﺽ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻬﺎ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ . ﻭﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﺪﺭ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺴﺎﻭﻱ ﻣﻦ ﻣﺠﻤﻞ ﺗﻜﻠﻔﺔ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﻣﺎ ﺻﺮﻓﻪ ﻣﺘﻨﺎﻓﺴﻮ ﺭﻳﺎﺿﺔ ﺍﻟﺮﻣﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻮﺩ ﺳﻴﺎﺭﺍﺗﻬﻢ .
ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻳﺘﻮﺍﺻﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﻴﺪﺍﻧﺎ ﻣﻔﻀﻼ ﻟﺪﻯ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﺒﻠﻴﻦ
ﻭﺍﻟﻔﻀﻮﻟﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻘﻄﺐ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﻮﻇﻔﻴﻦ ﺳﺎﻣﻴﻦ ﻭﺃﻋﻴﺎﻥ
ﻭﺭﺟﺎﻝ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﺑﺮﺓ
ﻟﻠﺼﺤﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﺩﻭﻥ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻠﻮﻗﻮﺩ ﻣﺤﺘِّﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺗﺠﺸﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻻ ﻟﺸﻲﺀ ﺳﻮﻯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ ﻟﺪﻯ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ .
ﺇﻻ ﺃﻧﻬﻢ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺪﻋﻮﻳﻦ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻣﻨﺘﺨﺒﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﻋﻴﺎﻥ ﺃﻭ ﺃﺻﻴﻠﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻴﻔﺔ، ﻳﻐﺎﺩﺭ ﻫﺆﻻﺀ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻌﺪ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻳﺎﻡ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﺮﻓﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺎﺳﺘﺜﻤﺎﺭ ﻭﻟﻮ ﻧﻈﺮﺓ ﺧﺎﻃﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺒﺔ ﺃﻭ ﺃﺛﺮ ﻣﻌﻤﺎﺭﻱ ﺃﻭ ﻗﺮﻳﺔ ﻣﺠﺎﻭﺭﺓ ﻳﺮﺟﻊ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﺑﻴﺪ ﺃﻥ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺨﺮﺕ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺜﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﺮﻣﺔ ﺻﺮﻓﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﻭﺭﺍﺣﺔ ﺿﻴﻮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻹﻧﺠﺎﺯ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﺠﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻰ ﺑﻌﺚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺳﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺻﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻜﻨﻮﺯ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺟﻨﻲ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻨﻬﺎ .
ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﻷﺳﻒ ﻭﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﺣﻮﻝ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ
ﻭﻣﺎﺿﻴﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﺜﺮﻱ ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺑﻜﻞ ﺑﺴﺎﻃﺔ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﻭﺿﻊ ﻣﺪﻧﻨﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻹﻧﺸﺎﺀ ﻭﺗﺜﺒﻴﺖ ﺍﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻏﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺑﺪﻝ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﺩﻋﺎﻣﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻦ ﻋﻨﻪ ﻭﻣﻮﻋﺪﺍ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺗﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﻮﻋﻮﺩﻫﺎ .
ﻭﻣﺠﻤﻞ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻣﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ، ﺃﻧﻪ ﺣﺎﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﻞ ﻭﺗﺠﺎﻭﺯ ﻟﻮﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻧﺤﺮﺍﻑ ﺍﻟﻼﻣﻌﻘﻮﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻯ ﻣﻨﺬ ﺗﺴﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺪﺭ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻻ ﻟﻐﺮﺽ ﺳﻮﻯ ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻﺕ ﻓﺎﺧﺮﺓ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺿﻴﻮﻑ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﻭﻣﻨﺢ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺑﺎﻫﻈﺔ ﻟﻤﻨﻈﻤﻲ ﻭﻣﻨﻌﺸﻰ ﺍﺣﺘﻔﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺗﻔﻮﻕ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻭﺗﻨﺘﻬﻚ ﺳﻨﻮﻳﺎ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﺪﻧﻨﺎ ﺍﻟﻀﺎﺭﺏ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍﻟﻮﺳﻄﻰ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻛﺎﻟﺸﺒﺢ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ .
ﺃﻣﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻨﺒﻴﻬﻴﺔ ﺻﺪﻯ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺎ ﻭﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﻣﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺃﺻﺪﻕ ﻋﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻡ .
· ﺍﻧﻮﺍﻛﺸﻮﻁ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ 20/10/2019 ﻡ
ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪ ﺍﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺑﺎﺏ ﺍﻣﻴﻦ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى