تدوينة: كيف نتعامل مع شبح البطالة؟ سيدي أحمد مولود

يجب أن يفهم الشباب العاطل عن العمل، أن مفهوم “التشغيل” ليس مرتبطا بالوظائف العمومية بل هو مصطلح يعنى خلق الفرص سواء كانت في القطاع العام أو الخاص.
وهذا الأخير أشمل وأكثر نفعا من الأول حيث يكثر فيه الإبداع، وتزداد وتيرة التنافس، ويرتفع مستوى الدخل…
وعليهم كذلك أن يفهموا أن الراتب بشكل عام، والوظيفة العمومية بشكل خاص، من أضيق أسباب الرزق، ولا ينبغي لأصحاب الطموح العالي أن يحرصوا عليها لأن في المشاريع الخصوصية غنى وسعة وكفاية، لذلك نرى الشعوب المتقدمة تحرص على الأعمال الخصوصية لأنها أكثر حرية وملاءمة للإبداع والابتكار.
وبناء على ما تقدم ينبغي لحملة الشهادات أن لا يقتصر طموحهم وتفكريهم على ولوج الوظيفة العمومية إلا إذا لم يجدوا غيرها.
* من أسباب البطالة المسكوت عنها – والمظاهر المشينة التي ينبغي أن نعالجها – انعدام الأمانة، وغياب الثقة بين العامل، ورب العمل، حيث ترى التاجر الميسور نِسبيا، لديه رأس مال معتبر يحتاج لمن يُساعده في تشغيله أو يشاركه في الاتجار به، لكنه لا يجد من يثق فيه من مواطني بلده، مما يضطره إلى التعامل مع الأجانب، أو يستثمره في عقار محدود الدخل، الأمر الذي انعكس على الاقتصاد الوطني بشكل سلبي، وزاد من نسبة الفقر والبطالة، وقلل من التعاون المثمر بين أفراد الشعب.
* ينبغي لأصحاب الدخل المحدود أن يعملوا بالقواعد الاقتصادية المذكورة في القرآن والسنة (لينفق ذو سعة من سعته، ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله) وقوله (ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) وقوله (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك، ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) مع استحضار مقولة عمر بن الخطاب “لا قلة مع التدبير، ولا كثرة مع التبذير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى