سبب الخلاف بين الفقهاء المعاصرين
” ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺑﺪﺀ ﺍلصيام ﻣﻦ ﺑﻠﺪ ﻵﺧﺮ ، ﻫﻮ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﻣﻄﺎﻟﻊ ﺍﻷﻫﻠﺔ . ﻭﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻊ ﺃﻣﺮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺣﺴﺎ ﻭﻋﻘﻼ .
ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺎلصوم ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻭﺍﺣﺪ ، ﻷﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺇﻟﺰﺍﻡ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺑﺎﻟﺼﻮﻡ ﻗﺒﻞ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻬﻼﻝ ، ﺑﻞ ﻗﺒﻞ ﻃﻠﻮﻋﻪ”.
فلا يمكن إلزام مسلم في موريتانيا برؤية مسلم في اليابان و مساء نهار الأول يوافق فجر الثاني بسبب إختلاف المطالع.
الخلاف منذ صدر الإسلام
فقد ﺭﻭﻯ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ ﺃﻥ ﺃﻡ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻨﺖ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻌﺜﺖ ﻛﺮﻳﺒًﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ ﻟﻴﻘﻀﻲ ﻟﻬﺎ ﺣﺎﺟﺔ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﻀﺎﻫﺎ ﺍﺳﺘﻬﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻟﺸﺎﻡ، ﻓﺮﺃﻯ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ، ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺳﺄﻟﻪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠَّـﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠَّـﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ : ” ﻣﺘﻰ ﺭﺃﻭﺍ ﺍﻟﻬﻼﻝ ﻓﻲ
ﺍﻟﺸﺎﻡ ؟ ” ﻓﻘﺎﻝ “: ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ، ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻭﺭﺁﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﺻﺎﻣﻮﺍ ﻭﺻﺎﻡ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ” ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ” ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺒﺖ، ﻓﻼ ﻧﺰﺍﻝ ﻧﺼﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻧﻜﻤﻞ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺃﻭ ﻧﺮﺍﻩ .” ﻓﻘﻠﺖ : ” ﺃﻭ ﻻ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ ﻭﺻﻴﺎﻣﻪ ” ، ﻓﻘﺎﻝ : ” ﻻ، ﻫﻜﺬﺍ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠَّـﻪ، ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ”.
أي أن الشام و المدينة اختلفا في يوم عيد الفطر بسبب الأختلاف في الرؤية في القرن الأول الهجري.
موقف علماء موريتانيا من الرؤية
هناك شبه إجماع بين علماء موريتانيا على إعتبار الرؤية القطرية أي أن لكل بلد رؤيته.
و كل ما يثار من لغط حول أعتبار رؤية لجنة الأهلة في موريتانيا ليس مردها ترجيح القول القائل بتوحيد الرؤية في جميع أقطار العالم الإسلام ، و إنما مرده في مدى مصداقية قرار اللجنة و سلامته.
الريبة في قرار اللجنة انعكس على موقف علماء البلد في تحديد يوم العيد
كان لقرار اللجنة الأهلة في موريتانيا بأعتبار العيد يوم الأثنين و بالتالي يكون يوم عرفة عندنا موافق ليوم السبت الذي هو يوم عيد على السعودية.
نقول كان لهذا القرار وقع كبير داخل منابر العلماء ، لأن اللجنة عنده قصرت في البحث عن ثبوت رؤية الهلال ، و بالتالي جاء قرارها مخالفا ما هو ثابت عند السواد الأعظم من الناس.
فقد ذهب بعض من العلماء و منهم محمد ولد سيد يحي و ولد انين إلى إعتماد رؤية الأهلة في موريتانيا و بالتالي يكون يوم عرفه هو يوم الأحد.
و ذهبت طائفة أخرى و منهم محمد الحسن و ولد فتن بمجارات قرار اللجنة في الأضحية و الصلاة ، لكن يخالفها في الصوم فيصوم يوم السبت بدلا من يوم الأحد.
و هناك طائفة ثالثة و هي تميل دائما على القول القائل بتوحيد رؤية الهلال ، فتقول بعدم إعتبار رؤية اللجنة و إعتماد رؤية السعودية.
