مقال : ﻏﺰﻭﺍﻧﻲ ﺑﻴﻦ ﺭﻫﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺴﺎﺭﻳﻮ !

ﻓﻮﺭ ﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺮﺕ 22 ﻳﻮﻧﻴﻮ /ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ، ﺑﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺈﻋﻼﻥ ﺗﻬﻨﺌﺘﻬﺎ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ، ﻭﺳﻂ ﺭﻓﺾ ﻣﺘﺮﺷﺤﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺩﻋﻮﺗﻬﻢ ﻟﻼﺣﺘﺠﺎﺝ ﺿﺪﻫﺎ، ﻭﺗﻘﺪﻳﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻃﻌﻮﻧﺎً ﻓﻴﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﻣﻔﺼﻠﻴﺔ ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻨﻘﺾ ﻭﻻ ﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ .
ﺗﻬﻨﺌﺔ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺑﺖ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﻌﻮﻥ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻗﺒﻞ ﺇﻋﻼﻧﻪ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺩ ﺍﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﻜﺮﺳﻲ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺩﺳﺘﻮﺭﻳﺎً، ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺼﺮﻳﺢ ﻟﻮﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺑﻤﻨﻊ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺻﺤﺮﺍﻭﻳﻴﻦ، ﺃﻭ ﺑﺮﺑﻮﺷﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﺯﻭﺍﺩ ﺑﺠﻨﻮﺏ ﻣﺎﻟﻲ، ﺃﻭ ﺳﻨﻐﺎﻟﻴﻴﻦ . ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺃﻭّﻟﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻲ ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﺮﺑﻂ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻏﺰﻭﺍﻧﻲ ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺿﻮﺋﻬﺎ ﺗﻮﻗﻌﻮﺍ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ .
ﻟﻢ ﻳُﻔﻬﻢ ﻣﻮﻗﻒ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭﻩ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﺮﺡ ﺑﻪ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻴﻬﻴﺪﻱ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺰﻧﺠﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻬﻢ ﺑﻌﺾ ﻧﺸﻄﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺝ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺩﻳﻤﻮﻏﺮﺍﻓﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﺍﺗﻬﻤﻮﻫﺎ ﺑﺘﺠﻨﻴﺲ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﻴﻦ ﺫﻭﻱ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻪ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ، ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮﻥ ﺳﻮﺍﺳﻴﺔ ﺃﻣﺎﻡ ﺣﻖ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﻮﺍﻓﺮﺕ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ، ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺘﺪﺍﺩ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﻜﻞ ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ .
ﻋﻼﻗﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺑﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺭﺍﻭﺣﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻭﺍﻟﺮﻛﻮﺩ ﺍﻟﺠﻠﻲ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻣﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻭﻛﺎﺩﺕ ﺗﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ، ﻭﺳﻂ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻧﺒﻴﻦ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﻉٍ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻫﺎ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰﻫﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻣﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮﺓ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ ﺇﺑﺎﻥ ﻭﺻﻮﻝ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘﺸﻬﺪ ﺗﻄﻮﺭﺍً ﻧﻮﻋﻴﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍً ﺇﻟﻰ ﺗﻠﻘّﻲ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎً ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﺁﻧﺬﺍﻙ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﻜﻨﺎﺱ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺧﺎﻟﻒ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ، ﻓﻬﻞ ﻳﺘﺄﺛﺮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻠﺒﻼﺩ؟
ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﺟﻨﺮﺍﻝ ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ، ﻭﺭﻓﻴﻖ ﻭﺻﺪﻳﻖ ﻭﺷﺮﻳﻚ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻓﻲ ﺍﻧﻘﻼﺑﻪ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ .
ﻭﻳﻘﺴﻢ ﺍﻟﺨﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺳﻴﺪﻳﺎ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺴﺎﺭﻳﻮ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺴﻤﻴﻦ، ﻣﻮﻗﻒ ﺭﺳﻤﻲ ﻭﻳﺠﺴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻣﻊ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻤﻞ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻤﺪﺓ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً، ﻭﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺴﺎﺭﻳﻮ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻘﻴﻞ ﺃﻭ ﻳﻘﺎﻝ ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺍﻷﻣﻤﻲ، ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﺍﻷﺳﺒﻖ ﻫﻮﺭﺳﺖ ﻛﻮﻟﺮ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺧﺒﻴﺮ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺇﻥ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﻮﻳﺼﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﻳﺸﻤﻞ ﺗﺪﺍﺧﻼً ﺇﺛﻨﻴﺎً ﻭﻋﺮﻗﻴﺎً ﻭﺇﻧﺘﺮﻭﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎً ﻭﺃﻟﺴﻨﻴﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺴﻴﺞ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ، ﻷﻥ ﻛﻞ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻟﻬﺎ ﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍﺕ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺃﻱ ﺷﺮﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، ﺳﻠﻤﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭ ﺣﺮﺑﻴﺔ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻤﻴﻖ .
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺃﺣﻤﺪ ﺇﻧﺪﺍﺭﻱ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺴﺎﺭﻳﻮ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﻭﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻦ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ، ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻤﻦ ﻳﺒﻠﻮﺭﻭﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .
ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﻭﻟﺪ ﺇﻧﺪﺍﺭﻱ ﺃﻥ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺨﺬﻩ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1979 ﻛﺎﻥ ﺛﺎﺑﺘﺎً ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻟﻜﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﻜﻢ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻭﻣﻴﻮﻟﻪ ﻷﺣﺪ ﻃﺮﻓﻲ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻨﺎﻭﺭﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ ﺗﻮﺗﺮ ﺁﻧﻲ .
ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺃﻧﺪﺍﺭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﻟﻴﺲ ﻗﺎﺑﻼً ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺮ، ﻷﻧﻪ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﻫﺎﻧﺎﺕ ﺟﻴﻮﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻬﻢ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﻫﻮ ﺣﻞ ﻳﺮﺿﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ، ﻣﻀﻴﻔﺎً ﺃﻥ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺳﻴﺘﺨﺬ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻧﻔﺴﻪ، ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﻭﺭﻩ ﺍﺗﺨﺬ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﺒﻘﻮﻩ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﻭﺝ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻭﺇﻋﻼﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ .
ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻭﺍﻟﺴﻔﻴﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺰﺣﺎﻑ ﺍﻟﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﻤﺘﺮﺷﺢ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻪ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻠﺒﻼﺩ، ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﻟﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺒﻨﺎﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ، ﻣﻌﺘﻘﺪﺍً ﺃﻥ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﺳﻴﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﻳﺮﺿﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ، ﺑﻤﺎ ﻳﻀﻤﻦ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺃﻣﻨﻬﺎ .
ﺑﺎﻟﻤﺤﺼﻠﺔ، ﻳﻜﺎﺩ ﺟﻞ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﻲ ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻔﺎﻅ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺑﻤﻮﻗﻔﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩﻱ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺟﺒﻬﺔ ﺍﻟﺒﻮﻟﻴﺴﺎﺭﻳﻮ ﻋﻠﻰ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺠﻴﻮﺳﻴﺎﺳﻲ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﺄﺛﺮ ﺗﺄﺛﺮﺍً ﺩﺍﺧﻠﻴﺎً ﻋﻤﻴﻘﺎً ﺑﺄﻱ ﺣﻞ ﻻ ﻳﺮﺿﻲ ﻛﻞ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﺯﻋﺔ، ﻭﺃﻱ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺒﻨﺎﻩ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺳﻴﻌﻨﻲ ﺃﺯﻣﺔ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎً ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺳﺘﻨﺰﺍﻓﺎً ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﺤﻠﺔ ﺭﺯﻣﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎً .
ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ : TRT ﻋﺮﺑﻲ
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻧﺎﺟﻲ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى