كان من المقرر أن يشرف رئيس المجلس الجهوي لولاية لعصابه بعد استلام مهامه على تقسيم كعكة الوظائف التي يخوّله القانون أن يكتتبهم من أجل تسيير إدارته.
و من المعلوم أنّ تلك الوظائف لا تنال عن طريق المسابقات ؛ و لا المعايير الموضوعية كالكفاءة و الخبرة و التجربة؛ و إنّما تلعب فيها الولاءات السياسية و القبلية و المحسوبية دورا كبيرا في أختيار أصحابها و التأثير على قرار صاحب السلطة التقديرية فيها.
و لذا بات الكثير يتساءل عن القوى السياسية التقليدية التي سوف طتحظى بنصيب الأسد من هذه الكعكة؟
و ما هيّ الجهة القبلية التي سوف يحابيها رئيس الجهة بأوفر الوظائف ؟
و هل يفكر رئيس الجهة في حرمان مناوئيه التقليديين من مرق هذه الكعكة ؟
و هل هو مصمم على مضايقة الحزب المعارض الوحيد تواصل الذي يقاسمه إدارة الجهة ؛ و بالتالي يقصي كلّ أنصارها من تلك الوظائف ؟.
هذه أسئلة من الصعب معرفة إجابتها قبل أن ينثر الرجل كنانته؛ لكننا
من خلال خبرة البعض بالواقع ؛ فإنّنا إستطعنا أن نجد عندهم بعض
التوقعات التي في نظرهم قناعات لن يخرقها رجل الجهة الأول :
ـ فما بات يعرف ‘‘بالحلفاء‘‘ بمقاطعة كيفه لا يتوقع لهم هؤلاء المراقبون حظا مقنعا لهم من كعكعة الوظائف ؛يتناسب مع مكانتهم السياسية ؛ بل لن يدخر رئيس الجهة جهدا في أن يحشرهم في الزاوية ؛ و أن ينتقم منهم سياسيا؛ و غاية ما سوف يسخى به ل‘‘لحلفاء‘‘ من هذه الوظائف نزر من أجل تلميع الديكور لا أكثر ، و تهدئة الخواطر.
ـ أمّا المجموعة التي يقودها النائب لمرابط ولد الطالب ألمين و محمد و محمود و لد الغوث فتلك من الطبيعيّ أن تهمّش من كل وظائف الجهة؛ لأنّ أحد أركان تلك المجوعة القويّة أولا يغرد من خارج حزب الأتحاد ؛و ينافس القوّة التقليدية المهيمنة عليه التي كانت داعمة للرجل؛ و أمّا ركنها الثاني فمن طبعه أنّه لا يزاحم السياسيين في مثل هذه الموائد.
ـ أمّا تواصل و إن كانت المؤشرات المنطقية توحي بتعاسة حظّه ؛فهؤلاء
المراقبون يلاحظون دور القبلية في هذا المجال ؛ فالرئيس و نائبه الأول من نفس النسيج الإجتماعي ؛ و لا مانع عندهم أن تغلّب الروابط القبيلة على الولاءات الحزبية و عند صاحب الجهة خاصة ؛ و هنا يكون لتواصل معجزة كما كانت لهم من قبل في مثل هذه الأمور .
