بلدية كيفه: كل المؤشرات ترجح فوز الدكتور ولد كبود، إلا مؤشرا واحدا(تحليل)

يكاد ينعقد إجماع المراقبين و المتابعين للساحة السياسية في كيفه

اليوم حول فوز ساحق لمرشح حزب الاتحاد من أجل الجمهورية لعمدة

بلدية كيفه الدكتور جمال ولد أحمد طالب ولد كبود في الشوط الثاني من

الانتخابات يوم السبت المقبل بإذن الله.

و رغم أن المنافسة تبدو ساخنة بين الحزبين، حزب الاتحاد (الحاكم)، و

حزب ” تواصل” (المعارض) إلا أن جميع المؤشرات ترجح فوز ولد كبود

على منافسه ولد عبدي في الشوط الثاني، فماهي هذه المؤشرات؟

و إلى حد تبدو  صلبة و صادقة في ترجيح كفة ولد كبود على منافسه

مرشح “تواصل” ولد عبدي؟

المؤشر الأول : استنطاق صناديق الاقتراع

حسابات محاضر التصويت في الشوط الأولى تعطي فارقا كبيرا في

المصوتين لصالح مرشح الاتحاد ولد كبود يصعب معه تحقيق الفوز عليه

في الشوط الثاني ، حيث أعطت المحاضر النهائية لولد كبود 5305

صوت، أي ما نسبته (39.25%) من الأصوات المعبر عنها في الشوط

الأول، مقابل نسبة (16.27%) لصالح تحالف ” حاتم+ تواصل” أي

مايساوي 2198 صوت، مما ينتج فارق يساوي 3107 صوت، غير أن كتلة

الأصوات التي تحصل عليها المترشحون الآخرون  من غير هذين الحزبين

جاءت كبيرة (6011 صوت )،بالقدر الذي يثير مخاوف مرشح حزب الاتحاد

، و يسيل لعاب جماعة “تواصل” فأندفع كل فريق بطاقة كاملة راصدا

جميع الامكانيات لتحقيق الفوز و عدم تضييع الفرصة.

النتائج التي تمخضت عنها اللقاءات و التنسيقات حتى الآن تدعم فرضية

فوز ولد كبود بالنظر إلى الذين أعلنوا إلتحاقهم بدفة الحزب الحاكم في

الشوط الثاني، من بين أهم اللوائح التي حازت أكثر الأصوات، و منهم من

يتمتع بثقل انتخابي مشهود، و حضور قوي على الساحة مثل : مرشح

الفضيلة (تحصل على 558 صوت) ،التحالف الوطني الديمقراطي ( 666

صوت) التحالف الشعبي التقدمي(679 صوت ) حزب الغد (303

صوت) حزب الوئام        ( 219 صوت) الوحدوي الدسمقراطي

الاشتراكي( 124 صوت) ، و احزاب أخرى بأصوات أقل.

المؤشر الثاني : هو استنفار الحزب الحاكم كل طاقاته، و تجنيد الأطر و

رجال الأعمال، و نقابات العمال، وهيئات المجتمع المدني الناشطة في

كيفه لتحقيق الفوز، بعدما أصبح ذلك لزاما، و هو ما ستتضح بوادره في

الأيام القليلة القادمة بعد قدوم الرئيس و انعقاد مجلس الوزراء، حيث

يتوقع البعض أن تصدر أوامر صريحة بذلك إلى كل المنحدرين من

المناطق التي يجري فيها شوط ثان مع حزب “تواصل المعارض”.

المؤشر الثالث : أنه بعد الحديث الصريح للرئيس ولد عبد العزيز بخصوص

جماعة ” تواصل” و الهجمة الشرسة على الحزب و قياداته بهدف

شيطنتهم، و كشف حقيقتهم كجماعة تستغل الدين لتحقيق مآرب

شخصية و أجندة خارجية،و تحالفهم مع المتطرفين و مثيري الفتن –

كما يزعم النظام- فإنه لا أحد غير ” التواصليين” اليوم يمكن أن يجاهر

بدعمهم ممن له ثقل انتخابي أو مصالح يخشى تضررها.

المؤشر الرابع يتجلى من خلال استراتجية القائمين على حملة الدكتور

جمال ولد كبود في الشوط الثاني، و استعانتهم ببعض أعمدة السياسية

في كيفه، و خبرتهم في معرفة الأشخاص، و طبيعة العوامل التي تؤثر

فيهم كما الحال بالنسبة للوجيه المختار ولد بوسيف، و الفقيه و

السياسي المخضرم عبد الله ولد سيديحي و أمثالهم.

أما المؤشر الخامس و الأخير، و هو ما يراهن عليه ” التواصليون” فهو

الضعف المعتاد للمصوتين على مكاتب الاقتراع  في الشوط الثاني، جراء

تراخي الشحن القبلي خلال الشوط الأول، و ما سيخلفه ذلك من تناقص

أعداد المصوتين لصالح الحزب الحاكم، في حين يقول ” التواصليون” أن

كتلتهم الانتخابية غير قابلة للنقصان.

و بين هذا وذاك يذهب معظم المراقبين إلى أن الحزب الحاكم سيفوز

ببلدية في الشوط هذا الوطني  و لكن بفارق أقل في عدد الأصوات في

الشوط الأول، مما يعزز من حظوظ لائحة ” تواصل” في التأثير على

قرارات المجلس البلدي المقبل، و هو المسعى الثابت و الحاضر في

سياسة هذا الحزب خلال الفترة الحالية أي تسجيل الحضور في كل

شيء دون تولي المسؤولية المباشرة خشية أن يتعرضوا للمساءلة

الشعبية، و ربما نقمة المواطن ،كما حدث في بلديات أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى