إن السامع لخطاب سيادة الرئيس في جولته الحالية يلاحظ بما لا يدع مجالا للشك تركيزه الكثير على أهمية الانسجام الحزبي و على ضرورة التمسك بوحدة الحزب الحاكم و قراراته حتى و لو كانت لا ترضي البعض. و من هذا الكلام نستشف حرص سيادة الرئيس على هذا الحزب بعينه دون غيره من الأحزاب مما يجعلنا نعتقد أن الذي يتحدث هو رئيس الحزب الحاكم و بالتحديد سيد محمد ولد محم و ليس السيد محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الذي من المفترض أن يكون رئيسا لجميع الأحزاب بل و لجميع الشعب الموريتاني و الذي يدعوه الدستور الموريتاني إلى أن يقف وقفة حياد بين جميع مكونات الطيف السياسي خصوصا في مثل هذه الظروف التي نعيشها و ما سيجري فيها من استحقاقات انتخابية تتطلب العدل و الإنصاف بين المتنافسين و حتى و لو كان للرئيس رأي لصالح أحد الأطراف على الآخر فيجب أن يكون ذلك في الخفاء المطلق حتى لا يشوش ذلك على أذهان الناخبين فنحن في دولة لازالت غالبية سكانها تتعلق بالرئيس خوفا أو طمعا أو هما معا و تتموقع بتموقعه.
