أحسن تقرير عن الحملة الانتخابية

يتداعى سكانُ مدينةِ كيفه إلى مقار الأحزاب السياسيةِ بدوافع متعددة، منهم من يأتي لمساندة هذا المرشح أو ذاك، ومنهم يأتيها بحثا عن التسلية والترفيه، حيث ضربت الخيامُ ونصبت المكبرات الصوتية وعرضت اللافتات الدعائية، واختار كلُ مرشح المقرَّ المناسب له ولأنصاره وحاضنته الاجتماعية، واتخذ من الشعراء والمطربين فرقا تنعش مقرَّ حملته بالأغاني الحماسية والقطع الأدبية ذات الطابع الدعائي، المليء بإغراء الناخب وإطراء المترشح بكل ما يَلفت الانتباه ويجذب الجماهير.

لافتات الدعاية السياسية أصبحت تنافس لافتات الدعاية التجارية في الأسواق، وليل المدن تحول إلى نهار، دون أن ينقص ذلك من صخب النهار شيئا حيث يخيم التنافس بين المترشحين الذين يحرصون على إقناع الناخب واستعطافه بكل الطرق والوسائل.

هذه الأجواء أنعشت الأسواق ووجد فيها الفنانون والخطاطون والمصورون ضالتهم حيث يعرضون مواهبهم وخدماتهم على المترشحين، كما هو شأن التعاونيات النسوية التي ارتفع دخلها بكراء الخيام التي صارت أسرابها المضروبة في الساحات العمومية أشبه بالأحياء البدوية المعروفة ب(الفركان).

أما على المستوى السياسي العملي فالمدينة بدأت تعج بالندوات واللقاءات الفردية والجماعية حيث يسعى كل مرشح لاستقطاب مجموعة من الناس بالوعود والإغراء والضغوط المختلفة.

سخونة التنافس السياسي المحموم في ولاية لعصابة عموما لا يضاهيها إلا مستوى الحيرة والارتباك الناجم عن كثرة الترشحات السياسية التي جعلت المواطنين يتندرون بها بعد أن وصلت إلى أرقام فلكية، ولدت ضبابية في المشهد السياسي الذي بات كبار المحللين السياسيين عاجزين عن التفرس بطبيعة نتائجه، حيث وصل عدد اللوائح الانتخابات في ولاية لعصابة إلى 183 لائحة.

الكل هنا يتحدث عن يوم الاقتراع الذي سيكون يوما عصيبا على الناخب بسبب الزَّحمة وطول الطابور، ولم لا والناخب سيحمل معه وراء الستار خمسَ لوائح في كل واحدة منها عشرات الأسماء والشعارات الحزبية التي تتشابه إلى درجة قد تضلل الناخب، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة عن مدى أخذ الأحزاب السياسية لهذه المعضلة بعين الاعتبار؟ وهل ستبذل جهدا مضاعفا في توجيه ناخبيها وتدربيهم على طريقة الاقتراع بحيث يتمكنون من التصويت على مختلف اللوائح؟ أم أن لكل مرشح منهم يومئذ شأن يغنيه؟

نقلا عن إذاعة موريتانيا/ تقرير سيدي ولد أحمد مولود

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى