هل هناك علاقة بين سائق تشرشل و شعبية رجل الأعمال لمرابط ؟
admin
أغسطس 21, 2018
المقالات
قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق تشرشل : كنت مستقلا سيارة
أجرة إلى محطة BBC مع سائق لا يعرفني لإجراء مقابلة إذاعية و عند
نزولي طلبت منه إنتظاري نصف ساعة وهي مدة البرنامج.
قال و بأدب : لا أستطيع ؛لا بدّ من الوصول إلى البيت للإستماع إلى
خطاب تشرشل …فهو يهمني كثيرا.
قال تشرشل: سرتني كلماته كثيرا فناولته عشر جنيهات ؛ وهي مبلغ
كبير ساعتها ؛ فأخذها وقال مبتسما: سأنتظر اليوم كلّه ؛ و ليذهب
تشرشل و خطاباته إلى الجحيم.
هذه الحادثة ذكرتني بقدرة المال على تغيير مسار الناخب وصناعة توجه
سياسي في كلّ لحظة .
فمقاطعة كيفه تشهد تنفسا إنتخابيا ساخنا ؛ تشحنه الحميّة الجاهلية ؛
و الطمع المادي ؛ الذي لا يسلم منه شيخ قبيلة ولا فردا عادي منها؛ و لا
عالما و لا جاهلا ؛ و لا مثقفا و لا أميا؛ الكلّ يتاجر بمواقفه و أصواته
السياسية؛ إلّا من رحم ربّي؛ و قليل ماهم.
إن صيغ البيع و الشراء تختلف ؛ فشيخ القبيلة و الوجيه يستلم ثمنه
بصيغ تمويل الحملة الأنتخابية .
و الفرد العامي البسيط يستلم ثمنه بصيغ فتح مقرّ دعائي.
و المثقف يأخذ ثمنه بصيغ الدعائية …
و من المتواتر أنّ المال السياسي وظّفته كافة الأحزاب السياسية
المتقاتلة على مقاطعة كيفه ؛ لكنّ حزب السلام كان أبذخ و أسرع في
دفع الثمن منهم جميعا في عملية البيع والشراء إلى حدّ الآن.
لكن ماذا لو ضخّ الحزب الحاكم و الكرامة المال السياسي في آخر
لحظة ؛ و هما قادران على ذالك ؛ و بالمناسبة مازالا يتريثان في إنفاق
أموال حملتهما ؟.
فمرشح الحزب الحاكم للبلدية و النيابيات كلّ واحد منهما رجل أعمال ؛ و
مرشح الكرامة منذ نعومة أظافره و هو يتقلّب في الوظائف الراقية ؛
التي تعتبر مصدر ثراء.
ماذا لو راود الحزب الحاكم و الكرامة بمالهما السياسي وجهاء و
ناشطين و شبابا و مجموعات أخرى تجري الآن خلف مرشح النيابيات
رجل الأعمال لمرابط ولد ألمين و رجل الاعمال القويّ في أقورط محمد
ولد اكبيدتمو ؛ كلّ واحد منهم قد قبض ثمن حملته لحزب السلام ؛ حتى
لا أقول قبض ثمن صوته؟ .
المال السياسي القذر قادم ؛ لا محالة ؛ وخاصة من الحزب الحاكم ؛ و
كواليس حملته الآن عاكفة على تحديد أسعار شيوخ القبائل و الوجهاء و
الناشطين و الشباب و المثقفين تحت يافطة تمويل الحملة.
فهل حملة حزب السلام ما زالت تمتلك أموالا أخرى لتثبيت جشع القلوب
و طمع النفوس ؟ أم أنّ آخر ورقة تمتلكها من أموال الحملة صرفتها في
اليوم الأول من المواجهة ؟
وعندئذ أخوف ما أخافه على مرشح حزب السلام ؛ أن يكون أنصاره مثل
سائق تشرشل الذي كان يستنصره ؛ فلمّا وجد المال ؛ قال ‘‘ليذهب
تشرشل و خطاباته إلى الجحيم‘‘.
رجل الأعمال لمرابط طامح و حقّ له أن يطمح ؛و من دون شكّ له أنصار
و قاعدة شعبية عريضة بعضها تستهويه الأطماع و تستغلّه الأموال ؛و لا
مانع حين يقبض ثمنه ؛ أن يطعن مرشح السلام بخنجر الغدر ؛ كما فعل
أهل العراق مع الحسين بن عليّ رضيّ الله عنه.
2018-08-21