كبفه : هل هي أزمة ثقة يعيشها الحزب الحاكم؟

يلاحظ إقبال ضعيف من المواطنين على التسجيل ذي الطابع الانتخابي

في ولاية لعصابه وخاصة في مقاطعة كيفه( و إن كانت الأرقام ترتفع

بسبب النيابة ) ؛كما يلاحظ غياب تلك المهرجانات والاجتماعات القبلية

الصاخبة التي غالبا ما تصاحب هذه النوع من المواسم.

وفي المواسم الانتخابية الماضية كان يلاحظ  تحمّس بعض القوى

التقليدية وإفراطها في إظهار الولاء من خلال تهييج الأتباع و تأطيرهم ثمّ

بعد ذالك يتمّ توجيههم إلى أماكن الإحصاء الإداري والإشراف عليهم

حتى يتّم التأكد من إحصاءهم.

لكن الآن في مدينة كيفه الأمر مغاير تماما؛فقد غابت تلك التجمعات

القبلية واختفت تلك الوجوه التي كانت تندفع اندفاع الصاروخ في مثل

هذه الأحوال؛وما زالت مكاتبهم ومقارهم إلى الآن موصدة؛وما مضى من

فترة الإحصاء الإداري أقلّ ما يقال عنهم أنّهم غائبون  عن الأنظار؛

وتاركون  عمل النهار لاجل عمل الليل.

فهل هذا الفتور يرجع إلى قيادة الحزب الحاكم؟

أم أنّ هذا  الفتور  يفور بالتململ والغضب على النظام؛وردّة فعل على ما

يستنقصه بعضهم من مزايا له؟.

أم أنّ التاريخ يعيد نفسه؛فقد عاش نظام سيد ولد الشيخ عبد الله أوان

رحيله تذمرا في الشارع وتمردا بين صفوف القوى التقليدية؛وعلت

أصوات المعارضين في عهده ومن أقرب مقربيه ينادونه تارة بالإصلاح؛

وتارة أخرى بالحوار ولمّ الشمل؛ وطورا آخر بالاستقالة؛ وكشفت الأيام

بعد ذالك أنّ كلّ تلك الحركات كانت بهلوانية منهم؛ تمهّد لمحظور  كان

هو  الانقلاب العسكري.

إنّ خروج بعض القوى التقليدية عن  عباءة الحزب الحاكم بعد دخولها

فيه؛وعدم تجاوب بعضهم مع مرشح الحزب الحاكم في بلدية كيفه  بل و

معارضته تارة  لأمر مذهل؛وخمولهم عن التعبئة لمرشحه البلدية  أمام

حزب معارض شرس  لأمرر يشي بالكثير؛ حتى أنّ أحد حلفاءه ينزف

أصواته الأنتخابية خارج دائرته الإنتخابية .

ولهذا ذهب البعض بعيدا بأنّ يد المعارضة اخترقت بعض القوى التقليدية

في ولاية لعصابه؛ بل وصار البعض منها يعمل في الخفاء معها؛فإن لم

يكن ذالك فيجزم بأنّ قبضة النظام صارت رخوة؛ومآله آل إلى ألأفول؛

والمراهنة عليه سوف تجلب  من المفاسد أكثر من المصالح.

بل هؤلاء القوى التقليدية  صاروا يستشعرون بالوهن الذي يدبّ في

مفاصله؛و خيارهم صار هو  الابتعاد عنه لعلّهم أن يسلموا من تبعات

سقوطه. و لا يقرأون جميعا في مرشح الحزب الحاكم لبلدية كيفه سوى

أزمة ثقة  عنوانها جمال ولد كبود ؛ ليس إلّا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى