كيفه : ولد الغوث و لمرابط فهل ذهب النور الذي كان في وجهيهما ؟

 إنّ المتبع للشأن الداخلي لمقاطعة كيفه سوف يحار من تهافت جلّ

الفاعلين السياسيين على مائدة المقاطعة ؛ و محاولة كل واحد منهم و

بصفته الشخصية أن يأكل منها بأصابعه العشر و بشهية مفتوحة يريد

البلدية و النيابيات و المجلس الجهوية  في آن واحد؛ و أن ينتدب أيضا

لمؤتمر الحزب الحاكم.

حلف ولد الغوث

 فجرت مقترحات الترشح على الحزب الحاكم أزمة صامتة كانت داخل

هذا الحلف الوليد بين قطبيه  الكبيرين النائب محمد محمود ولد الغوث و

رجل الأعمال لمرابط ولد الطالب ألمين.

يتذرع ولد الغوث  لجماعته بأنّ ترشحه للنيابيات كان طبيعيا؛ لأنّه كان

يشغل هذا المنصب ؛ و رجل الأعمال لم يبح له قط بنيته في الترشح

قبل هذا .

كذالك فإنّ لمرابط  يعلل ترشحه  لجماعته بجهده الجبار في إلتآم كلمتها

و ما يحظى به من دعم لديها.

و حقيقة الأمر فإنّ النائب ولد الغوث يرتاب في حليفه لمرابط  منذ زمن و

يشمّ فيه رائحة غريمه ولد محمد الراظي من يوم الأول ؛ بل و يرى في

الأمر مكيدة ضده.

و يقوّي هذه الوساوس ؛ تمركز الإجتماعات القبلية عند منزل لمرابط بدلا

من منزل الرمز ولد الغوث ؛ و ما يحظى به من دعم صريح من معارضي

مشيخته القبيلية ؛كذالك ما يجده لمرابط أيضا من مباركة خفية من حلف

سيد محمد.

أمّا لمرابط فهو يرمي شيخه القبلي بالأنا و التعالي عليه ؛ و أنّه لا يطيق

أن يرى في الحلبة سواه.

و لكنّ الذي صار من المجمع عليه الآن هو أنّ الشرخ في الحلف قد وقع

بترشح الرجلين قطعا؛ و عهد التشرذم  فيه قد رجع إلى عهده الماضي ؛

نصيب لحلف سيد محمد و نصيب آخر لحلف إجّ .

و الضربة القاضية على حلف ولد الغوث ؛ سوف تكون في الأيام القادمة

  حين  يمتنع  الحزب الحاكم عن قبول أحد مترشحيه ولد الغوث و ولد

الطالب ألمين ؛ ففي ذالك اليوم المشؤوم على حلف ولد الغوث سوف

تجهز مراسيم الدفن؛ و تقسم التركة على القوى التقليدية الأخرى ؛

ولو كرر ولد الغوث مغاضبته و ترشح من جديد من خارج عباءة الحزب

الحاكم ؛ فإنّه لن يسعفه ذالك ؛ ولن يجد القبول الذي لاقاه في

الأنتخابات الماضية ؛ ( لأنّ النور الذي كان في وجهه ذهب) ؛ وصار أعرج

بتفكك حلفه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى