وثائق فرنسية عن دور قبيلة لقلال في مقاومة الأحتلال الفرنسي في ولاية لعصابة

يحتوي الإرشيف الفرنسي على كم هائل من الوثائق المهمة التي تتحدث عن

تاريخ موريتانيا

ويتضمن بعض هذه الوثائق تقارير تتحدث عن المقاومة وعن دورها الفعال في

مواجهة الإستعمار الفرنسي في موريتانيا وإفشال مخططاته، رغم ضعف

الإمكانات وقلة السلاح.

بعض هذه الوثائق والجرائد يخص ولاية لعصابة ويركز على دور المقاومة فيها

وقد نالت قبيلة لقلال قسطا وافرا من إهتمام هذه الجرائد وتحدثت هذه

التقاريرعن دور القبيلة المحوري في المقاومة ضد الأحتلال الفرنسي في

معارك كيفة وآفله وأيضا ذكرت بعض المعارك التي دارت رحاها على أديم ولاية

لعصابة والحوض الغربي،

وحسب “هذه الوثائق” شكلت قبيلة لقلال رأس الحربة في المقاومة ضد

الأحتلال الفرنسي وشاركت في أهم المعارك إلى جانب القبائل التي كانت

تسكن هذه المناطق،

لكن البحث يختصرهنا على قبيلة لقلال في هذه المنطقة وقد وجدنا خلال هذا

البحث كم هائل من المعلومات في الصحف والوثائق وفي المراسلات يتضمن

تركيز واضح وأهتمام كبير بهذه القبيلة الأبية التي يسميها المستعمر في بعض

الأحيان بالقبيلة “الغنية جدا والكثيرة العدد  trés nombreux et trés riches “،

وهي القبيلة التي لم تخضع أبدا للغزاة ولم تستسلم حسب هذه الصحف ،حيث

ظلت تقاوم الفرنسيين في لعصابة والحوضين حتى أرهقتهم في الحرب

ومرغت أنوفهم في الوحل ،

و لم تترك هذه الملفات جانبا إلا وتحدثت عنه بما في ذلك حجم القبيلة و نفوذها

وتأثيرها في الأحداث و الأماكن التي تتواجد فيها…

بعض هذه التقارير تتناول حيثيات المقاومة وأشكالها وتحدد أسماء الأماكن التي

وقعت فيها ملاحم المقاومة ،

وكان لكيفة و البيظ الحظ الأوفر من هذه المعارك وقد كان المستعمر يمارس

في هذه الوقائع أبشع أنواع التنكيل من أجل تركيع أبناء القبيلة بسبب

الدورالمحوري الذي لعبوه في مناهضة المشروع الأستعماري

وحول تاريخ مكاتبة شيوخ القبيلة للفرنسيين ـ هناك وثيقة أيضا تتحدث عن هذا

الموضوع خاصة عن أولئك الذين جاءوا إلى كيفة للمكاتبة وقد ذكر الفرنسيون

أن سيدي ولد الغوث شيخ أقلال أركيبة حسب الصحيفة – كان آخر من قبل

بمكاتبة الفرنسيين في كيفة ـ وهذه الوثيقة موجودة

نذكر من هذه الوثائق على سبيل المثال لا الحصر :

أولا وثيقة : معركة كيفة التي وقعت يوم 17 نفمبر سنة 1908وقد أستشهد فيها

مئة و واحد 101 من المجاهدين من قبيلة لقلال ،رحمهم الله جميعا

و قتل فيها أربعة من جنود الإحتلال الفرنسي  وجرح أربعة آخرين – “حسب

التقرير”

ثانيا وثيقة : واقعة البيظ التي وقعت يوم 04/03/1909 |يوم 4 مارس 1909

قوات الإحتلال الفرنسي معززة ببعض العملاء من أبناء الوطن ترتكب جرائم حرب

ضد قبيلة لقلال في منطقة البيظ وتعاقبها على الدور المحوري الذي تلعبه في

المقامة ضد الإحتلال الفرنسي

وتحاول إخضاع القبيلة والسيطرة على أبنائها المجاهدين ..

ثالثا وثيقة صحيفة la gazette du village paris: معركة البيظ التي وقعت يوم 03/03/1909
وقد تحدث عنها الباحث الموريتاني الدكتور سيدأحمد ولد الأمير في تقريره السابق بعنوان
” وثائق فرنسية نادرة عن تاريخ منطقة لعصابه ” وقد كتب عن هذه الوثيقة وقال :
“ومن منطقة كيفه بالذات نشرت جريدة “جورنال دي ديبا”(Journal des

debats) في عددها 99 بتاريخ 14 أبريل 1909، أن الوالي الفرنسي العام

بسينلوي هاتف باريس بخبر مفاده أن: الرائد موجو (Mougeot) حاكم مدينة

كيفه الذي كان يقود كتيبة من الجمالة قد دخل فجأة يوم 11 مارس 1909 مخيما

من قبيلة الأغلال حيث توجد مجموعة من رجال المقاومة الوطنية فوقعت

مناوشات استشهد خلالها أربعون من الحي المذكور، ولم يمت أحد من جانب

الفرنسيين حسب الجريدة.

وقد وجد الرائد عند بعض الحي رسالة من الشيخ ماء العينين تحث قبيلة الأغلال

على الجهاد.

وفي 20 من نفس الشهر أرغم الرائد مانجو حيا من أحياء الأغلال يناهز ألف

خيمة على النزول بحيه قرب مكاتب الإدارة وجعلهم تحت رقابة الجمالة كما

يفهم مما ذكرت الجريدة.

كما توجد حسب التقرير- مجموعة مسلحة من المقاومين تزيد على 150 مسلحا

لم يستسلموا بعد وأن الفرنسيين ينوون إخضاعهم وربما تم ذلك بدون خسائر

تذكر كما تذكر الجريدة”.إنتهى الإقتباس.

وهذا فعلا هو ما وجدناه نحن أيضا في جريدة فرنسية أخرى إسمها

(la gazette du village paris )

وهي مرفوقة الآن مع التقرير, أما الدكتور: سيدأحمد ولد الأمير فقد نشر صورة

الوثيقة من جريدة أخرى إسمها( Journal des debats ) و الذي يختلف هنا هو

المصدر فقط.

وهناك صحيفة فرنسية إسمها Derniér Heur نقلتُ منها وثيقة تتحدث عن معركة وقعت في
كيفة يوم 18 دجمبر سنة 1909 |  18/12/1908

وأخرى في البيظ وقعت يوم 15/02/1909 نقلا عن صحيفة المكتبة الرقمية الفرنسية
Bibliotéque numérique sur la mauritanie
لكن هاتين المعركتين لم نجد عنهما شيئا أكثر مما جاء في هاتين الوثيقتين

“التاريخ والمكان” ولا نعلم إن كان قد تكبد فيهما العدو بعض الخسائر أم لا.

ويجدر بنا أن ننبه هنا إلى أن المجاهد سيدي ولد الغوث هو قائد كل هذه

المعارك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة لأنه رفض مكاتبة المستعمر وظل

يحارب الفرنسيين في لعصابة والحوضين وفي كل مكان أستطاع الوصول إليه

من هذا الوطن وقد كان المجاهد سيدي ولد الغوث ومجموعته من آخر

المجموعات التي قبلت مكاتبة الفرنسيين في كيفة رحمهم الله ، وهذا موجود

في الأرشيف الفرنسي
و في مواقع اللجنة المكلفة بتخليد أبطال المقاومة الموريتانية

ولا يفوتنا في هذا المقام أن ننوه إلى أن هذه الوثائق بموجودة عندنا بالصوت والصورة
رحم الله المجاهدين الأبطال وغفر لهم وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى من الجنة ـ آمين

بقلم سيدي ولد الشيخ ولد محمد محمود ولد الغوث
للأتصال بي عبر البريد الألكتروني

 

 

بقلم سيدي ولد الشيخ ولد محمد محمود ولد الغوث
للأتصال بي عبر البريد الألكتروني
[email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى