وحدات للبيع

محمد محمود ولد العتيق

قد يتبادر إلى ذهن القارئ من خلال العنوان أن ما أتحدث عنه في هذه العجالة هو وحدة نقدية لكن الحقيقة أن الوحدة التي أتحدث عنها هي وحدة الحزب الحاكم التي يتنـــــــــــافس المتنافسون – ممن يزعمون الانتماء لهذا الحزب – في تكوينها هنا و هناك. فكل من هؤلاء يبذل الجهد ، و الوقت ، و الجاه في سبيل الحصول على وحدة تتكون من 50 شخصا بالغين سن التصويت كي يتسنى له دخول سوق المزاد الانتخابي عندما تحين فرصة تنصيب الأحياء و المناطق… و غيرها من المصطلحات التي عهدناها منذ أيام هياكل تهذيب الجماهير في عهد الرئيس السابق محمد خون ولد هيداله.

إن التنافس الحادة بين مجموعات هدفها واحد في النهاية هو دعم الرئيس في سياسيته الإصلاحية على حد زعمهم لا يستوجب كل هذا التنافر ، و التخاصم ، و التدابر بين المتنافسين بل كان من اللازم أن يكون هناك انسجام ، و تكامل في الأدوار ، هذا إذا كان القصد سليما و الهدف المنشود واحدا كما هو معلن.

بالنسبة لي أرى أن المعلن  لا يمثل الحقيقة، فالمتنافسون صنفان: الصنف الأول و هم كبار الساسة و رجال الأعمال الذين يبحثون – على المدى المتوسط ، و البعيد- عن نصيب الأسد من المناصب ، و الصفقات… أما الصنف الثاني فهي مجموعة تلهث خلف فتات من المال  و دريهمات يدفعها الكبار مقابل وحدة لفلان أو وحدة لعلان مع العلم أن سعر الوحدة قابل للنقاش و  التفاوض.

لقد كشف هذا التنافس حقيقة زيف ادعاءات أولئك الذين يتشدقون بأنهم يدافعون عن حقوق الإنسان. فهؤلاء الذين يجوبون العالم طولا و عرضا و لا يتركون منبرا من منابر الأمم المتحدة و لا غيرها إلا وقفوا عليه بحجة الدفاع عن حقوق الإنسان نجدهم اليوم في حالة صمت مطبق أمام ما يجري من تجريد للإنسان من إنسانيته ليكون بضاعة يباع و يشترى في سوق السياسة الرخيص.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى