من روائع إترامب ( سيدفعون )

تعجبني صراحة ووقاحة هذا الـ”ترامب” : لقد كشف القناع قليلا ليقول لهم باحتقار : “نحن من نحميكم، وعليكم أن تدفعوا؛
لولا حمايتنا لما بقي لكم عرش ولا كرسي؛ عليكم أن تدفعوا ثمن ذلك؛
سيدفعون لأن فيهم أثرياء جدا ونحن لن نحميهم مجانا؛
سيدفعون، بالتأكيد سيدفعون مكرهين… بدون حمايتنا لا يصمدون أسبوعا واحدا”…
هكذا بصراحة أمريكية نادرة وضع “أبو إيفانكا” نقاط الحقيقة على حروف الإهانة، وقال في العلن ما كان هو وأسلافه يقولونه في الخفاء…
دب الذعر والخجل والمكابرة في صفوف الأعراب… وأصبح كل نظام فيهم يشير إلى الآخر بأنه هو المعني دون غيره…
والحق أنهم “في الهوى سواء” وفي الحماية أيضا…
والمشكلة الكبرى أن هذا كله يأتي بعدما “دفعوا” للرجل ما وراءهم وما قدامهم وظنوا أنهم قد وفوه فوق “حقه” !!
لكن أمريكا ترامب تريد أن تذكرهم بأن الدفع لا يقتضي الاحترام… وأن عليهم أن يدفعوا فقط… بل أن يدفع غنيهم عن فقيرهم…
كل مَن تحميهم الولايات المتحدة من الأنظمة العربية في الشرق الأوسط على الأثرياء منهم أن يدفعوا عن الفقراء… وهذا عين العدل ! لأن حماية تلك الأنظمة من بعضها البعض، وحمايتها من شعوبها المتحفزة كل لا يتجزأ… والآن على بعضهم أن ينفق بسخاء على الوجود الأمريكي في سوريا أيضا، حيث تحمي قوى أخرى عرش بشار الكيماوي !
ومن أجل ابتلاع الإهانة واستساغتها، طفق كبار “المَحمييين”، يتوعدون صغارهم (بدلا من الرد على طلبات وإهانات سيدهم)؛ فكشفت تصريحات سعودية بشكل واضح عن أن المملكة الكبيرة كانت على وشك غزو جارتها الصغيرة لولا الحماية الأمريكية لها… لتكشف تصريحات قطرية عن أن سبب الخلاف هو غيرة المملكة وسعيها لاحتكار الحماية الأمريكية والانفراد بها !!
————
وشيئا فشيئا يتبين أن الخائفين من شعوبهم ليس لهم أمن حقيقي ولا كرامة محترمة… وما ينفقون على تسلطهم وأمنهم يعود مجرد حسرة عليهم…
إنهم يَدفعون… وسيَدفعون ويُدفعون !
———–
ترامب كان في حملته الانتخابية أشد صراحة حيث قال إنه لا وجود للأنظمة العربية في الخليج بدون الولايات المتحدة، وأن تلك الأنظمة لا تملك شيئا غير المال ! ولذلك تلقوا فوزه بدفع المال كما لم يدفعوه من قبل !!

محمد محفوظ ولد احمد

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى