جنرال بوامديد هل سوف يقلب الكفّة على الأحلاف التقليدية في مقاطعة كيفه؟

عقد إجتماع في الأسابيع الماضية في مدينة بوإمديد من أجل رصّ الصفوف و

رفع الخلاف بين أقطاب الحلف التقليدي الذي ينتمي إليه الجنرال محمد ولد

الغزوان.

و منذ ذالك الحين و الأحداث تتسارع بسبب صدى هذا الإجتماع و إرتداداته داخل

مقاطعة كيفه.

و من المعلوم أنّ هذا الحلف التقليدي عاش ردحا من الزمن في ظلّ خلافات

بينية نجم عنها تشتته و تغلغل القوى التقليدية المعايشة معه في عمق فيئه

الوارف.

و إن كان بعض هذه القوى التقليدية من الطبيعي أن تستفيد من ذالك الخلاف

البيني بحكم المعايشة و التاريخ ؛ فإنّه يبقى إستفادة بعض الأطراف الأخرى

ليس له من تفسير سوى وهن هذا الحلف التقليدي الجديد في الماضي و

تشرذمه.

( إجتماع إنطلاقة الخير من مكان الخير ) يبدو أنّه أوقع في قلوب بعض القوى

التقليدية رعبا ؛ و بعضها الآخر تملّقا.

فأوّل ثمرات هذا الإجتماع على حلفه الجديد القديم هو هرولة بعض المجموعات

القبلية المعايشة معه في تسليم زمام القيادة له و حمل كلّ ما جنوا من

تسجيل أصوات إلى قيادته ؛ و ترك الأمر لها و النهي في توزيع الكعكة.

فبلدية لفطح و إحسي الطين و بواديد صاروا بين يدي هذا الحلف التقليدي ؛

يتصرف فيهم كيف شاء تفويضا و طمعا من وجهائهم في هالة جنرالهم القويّ

ولد الغزوان.

و ثاني ثمرة لهذا الإجتماع هو ما أثاره من خوف في بلدية أغورط و الملك اللتان

تحتويان على مخزون إنتخابي لا يستهان به ترجع أصوله لهذا الحلف التقليدي؛ و

مكمن الخوف  هنا في إصدار  الأوامر لهذا المخزون الصوتي بأن يصوّت ضد

الحلف التقليديّ المهيمن في هاتين البلديتين؛ مما يؤدي إلى تقويضه.

هذا الحلف التقليدي لا نظنّ أنّه يشكل محلّ قلق لحلف إجّ بسب التفاهم و

العلاقات الجيّدة التي يتمتعان بينهما ؛ و إن شكل هذا الحلف التقليدي الجديد

مصدر إزعاج في المستقبل للبيت (الإجاويّ) فإننا لا نتوقع بالإستسلام و

الإنسحاب و الهزيمة لهذا الحلف ؛ بل نتوقع منه مواجهة صعبة و شرسة  سوف

تكون بين سلطة الدولة التي يتسلح بها الحلف التقليدي  الجديد و الروابط

الإجتماعية الغزيرة التي يتسلح بها حلف إجّ ؛ و سوف تكون هذه المواجهة تماما

مثل المواجهة التي وقعت  في الماضي بين الدولة في ظلّ محمد خون ولد

هيداله و بقايا إمارة إدوعيش آنذاك في عهده من إجل ترويضها للنظام الجديد.

لكن لا نتوقع كمراقبين أن يحدث هذا الحلف التقليدي الجديد أيّ تغييرات

جوهرية؛ اللهم في ما يتعلّق في بيته الداخلي؛ اللذي من الآن سوف يشهد

ترميما و تشييدا و ديكورا جذّابا يزيد من لمعانه ووحدته و تماسكه في وجه

عواصف الحساسيات.

و من المتوقع أن يبقى بعيد عن المنافسة و المضايقة للإحلاف التقليدية

المعايشة معه و المجموعات القبيلية المباركة له ؛ لأنّ إذعانهم يسوقه الخوف و

الطمع ؛ و ترفع الحلف الجديد و حلمه يسوقه المعايشة و التاريخ و الرحم و

المستقبل؛ بل الواقع الآن اللذي فرض أن يفكر بعقل سلطان لا بعقل شيخ

قبليّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى