من هو مسعود و بيجل و يعقوب ؟

إلى الرئيس مسعود ولد بلخير..

إلى الرئيس بيجل ولد هميد..

إلى الرئيس يعقوب ولد أمين

بدءا اسمحوا لي بأن أتوجه إليكم بسؤال بسيط ومباشر، يقول السؤال : هل أنتم  تصنفون الآن  أنفسكم على أنكم من المعارضة أم من الموالاة؟

أعرف أنكم ستجيبون بأنكم من المعارضة، وبأنه لا معارضة إلا معارضتكم…جيد سأقبل هذه الإجابة، ولكن اسمحوا لي بأن أوجه إليكم سؤالين إضافيين:
السؤال الأول : لماذا تشبهتم بالموالاة، ولماذا لم يمتلك أي واحد منكم الجرأة ليثمن مقابلة الرئيس مع “جون آفريك”، وخاصة في جزئيتها المتعلقة بعدم الترشح في انتخابات 2019؟
السؤال الثاني :
لماذا لم تردوا على الرئيس ولد عبد العزيز عندما قال في الأيام التشاورية بأن المعارضة لا تمتلك من البرامج سوى الحقد وتفرقة الشعب الموريتاني والفساد والبطش..؟
هل سكوتكم يعني بأن هذه الكلمات المستفزة والمسيئة ليست موجهة إليكم، وإنما هي موجهة إلى المعارضة الحقيقية، الشيء الذي يعني بأنكم قد خرجتم من “المعارضة الوطنية والمسؤولة” وأصبحتم من الموالاة غير الحاقدة والتي تعمل على وحدة الشعب وعلى تماسكه، ولا علاقة لها ـ إطلاقا ـ بالفساد والبطش.
ومما يؤكد ذلك هو أننا لم نعد نسمع من أحزابكم أي بيانات منددة بالأوضاع، أما الاحتجاج وتنظيم التظاهرات فتلك أمور مستبعدة.

أيها الرؤساء إنكم بحاجة إلى أن تراجعوا مواقفكم، وإن كنتم غير سواء في ذلك، فالرئيس مسعود يمتلك رصيدا كبيرا من  النضال السياسي ولا تليق به خاتمة سياسية كهذه، ولا يليق به أن يخرب بيديه ما بناه من مجد خلال عقود طويلة من النضال في المعارضة. فلماذا تقبل يا سيادة الرئيس مسعود أن يجعل منك الرئيس محمد ولد عبد العزيز ألعوبة بين يديه يستخدمها في حواراته الأحادية وفي تعديلاته العبثية للدستور؟

أيها الرئيس والمناضل الكبير انتبه إلى نفسك فقد استهلكت في السنوات الأخيرة رصيدك السياسي الكبير الذي جمعته خلال عقود من الزمن، ولقد أصبح رصيدك وحسابك النضالي يقترب من اللون الأحمر..إن مثل هذه الخاتمة السياسية الهزيلة لا تليق بمن هو مثلك.

أما بالنسبة للرئيس يعقوب ولد أمين فهو سياسي شاب كانت أمامه فرصة كبيرة لأن يشيد مجدا ولأن يكون من قادة الجيل السياسي الذي سيرث تركة الجيل القديم، ولكنه، وللأسف الشديد، قرر أن ينتحر سياسيا وفي وقت مبكر، فكان له ما أراد. لقد اختار هذا الشاب أن يضيع في زحام الموالاة بدلا من أن ينافس في واجهة المعارضة فكان له ما أراد.

أما بالنسبة للرئيس بيجل فهذا رجل من رجالات المخزن، ومن الصعب جدا أن يتم تصنيفه على أنه معارض، ولذلك فلم يكن غريبا أن نشاهده وهو يتصبب عرقا في استقبالات الرئيس محمد ولد عبد العزيز في “انجاكو” وفي “النعمة” وفي مدن أخرى. ولم يكن غريبا أن نسمعه وهو يفتخر من تحت قبة البرلمان بالقول بأنه لم يدخل مبنى الجمعية الوطنية ولم يتحدث من داخلها منذ انتخابه نائبا في العام 2013 قبل الجلسة المقررة لنقاش التعديلات الدستورية!! لم يحدث أن سمعت في حياتي نائبا مواليا أو معارضا في مشارق الأرض أو في مغاربها يفتخر بأنه قضى ثلاث سنوات نائبا ودون أن ينطق بكلمة واحدة من داخل البرلمان، لم يحدث أن سمعت ذلك إلا من النائب والرئيس بيجل!

إنه من الصعب جدا أن نعتبر الرئيس بيجل معارضا، ولكن كان بالإمكان أن نعتبره مواليا راشدا وعاقلا، ولذلك فكنا نتوقع منه أن يثمن مقابلة الرئيس ولد عبد العزيز مع “جون آفريك”، وخاصة في جزئيتها المتعلقة بعدم الترشح، فلو أنه فعل ذلك لميز نفسه عن بقية موالاة الرئيس ولد عبد العزيز، ولكن يبدو أن الرجل يستكثر على نفسه أن يرفعها إلى صف الموالاة الراشدة والعاقلة.

لقد أراد بيجل أن يبقى مواليا عاديا، وأن لا يتميز في موالاته، فكان له هو أيضا ما أراد.

مرة أخرى أعيد طرح السؤال على الرؤساء الثالثة: هل أنتم  تصنفون الآن  أنفسكم على أنكم من المعارضة أم من الموالاة؟

حفظ الله موريتانيا..

محمد الأمين ولد الفاضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى