اغورط: الشفاء والأقلّية السياسية المنظمة:ومحمد الامين ول إجوه وفروسيته

الشفاء…….. والأقلّية السياسية المنظمة:

قرية الشفاء: يحدها من الشمال واد رأس الفيل؛ومن الغرب مدينة أكنّ؛ومن الجنوب سلسلة جبال أمّ لبعر؛ومن الشرق أفام لخذيرات؛وهي تابعة لبلدية اغورط في شرق مقاطعة كيفه[1].

يقسم طريق الأمل القرية إلى شقين؛ أحدهما كثبان رملية؛ تدغدغ مشاعره سفح جبل شامخ؛ يطلّ على القرية من الناحية الجنوبية؛وشقّها الآخر عبارة عن سهل مستو يمتاز بالكثافة السكانية التي توجد فيه.

تبلغ مساحة هذه القرية 3.5 كلم مربع[2]؛وتأسست سنة 1994م[3]؛ ويبلغ عدد سكانها سبع مائة (700) نسمه[4] ؛ ولها عمق اجتماعي في أفلّ[5].

يوجد فيها ثلاثة مساجد؛وثلاث عشرة محظرة؛ كلّها متفرعة عن محظرتها الأم؛وهي (الجامعة الأصلية)؛التي تدرّس فيها أغلب فنون الشريعة.[6]

كما يوجد في القرية آبار؛ وشبكة مياه؛ ومدرسة ومستشفى؛وإنارة بالطاقة الشمسية؛وسوق صغير؛ومحطة بنزين.

محمد الأمين ولّد اجوه وفروسيته:

سيّد هذه القرية؛ ووجهها المطاع ؛محمد الأمين ولّ إجوه؛ شبّ على طلب العلم

الشرعي؛ ككلّ أترابه في بني عمومته؛فأخذ الإجازة على شيخه محمد فال ولّ القاسم؛

ودرس عدة كتب فقهية؛ككتاب ألأخضري وابن عاشر ورسالة ابن زيد القيرواني[1].

من شيوخه الذين نهل منهم العلم : والده محمد ولّ اجّوه ؛ومحمد فال ولّ القاسم؛وعبد

الله بن سيد بكر[2].

قاد مجموعته السياسية داخل حلف محمد محمود ولّ الراظي ـ رحمه الله تعالى ـ في

حياته؛ وما زال يحتفظ بولائه مع خليفته سيد محمد[3].

هذه القرية نموذج على الأقلية السياسية المنظمة؛فهي تفرح حلفاءها يوم الاقتراع وتزعج

خصومها؛ كأنّها جواد ثمين؛ يغريه حلف سيد محمد بالذود عن مصالحه؛ ويراوده حلف ولّ

الغوث برحم ماضيه؛لكنّ الأخير كلّ من قنيته أو تحييده عن المشهد السياسي الانتخابي

الماضي.

عند ذكر هذه القرية الصغيرة يسيل لعاب السياسيين؛فهي قرية غنية بأصواتها؛ سخية

بأموالها وخاصة في المحافل السياسية؛صندوق اقتراعها يحصد غالبا خمس مائة(500)

صوت[4]؛ قابلة للزيادة من عمقها الاجتماعي في أفلّ.

هذه الجوهرة السياسية مؤتمنة عند سيّدها و وجيهها محمد الأمين ولّ اجوه؛لا يريد بها

مكاسب نفعية آنية؛وإنّما هي سلاح فعّال عنده؛ يحمي بها قريته الصغيرة النائية.

يزيد محمد الأمين ولّ إجوه ألقا ورغبة عند السياسيين ؛أنّه شيخ تقليدي؛لا يعرف فكر

ميكافيلي ؛ ولا نصائحه السياسية؛يرى الصدق في السياسة مغنما؛ وفي وفاءها واجبا؛

ينبذ الغدر والخيانة طبعا وخاصة في مواقفها الحاسمة؛ كما يهوى الحلّ والمكوث كثيرا

على الانتجاع بين الأحلاف التقليدية.

ومن ما يقال عن هذه القرية؛ أنّ مفتاح بلدية أغورط الذي أرهق حلف ولّ الغوث كثيرا

بالبحث عنه  في الانتخابات الماضية؛علّه أن يساعده في فتح باب بلديتها؛  كان يختبئ

 في ثنايا أصوات هذه القرية الصغيرة المنظمة؛ التي تعجّ بالأصوات الانتخابية؛لأنّ من

أحصاها في كفّته  يكاد يظفر بمفتاح باب بلدييتها.

من كتاب مستقبل الأحلاف التقليدية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى