عاجل : نحن نعتذر لك يا ولد غده؛ و هذه جريرتنا في حقك؟

اجزم أنّ السناتور ولد غده ليس بالغبي حتى يعول على معارضتنا في كسب حريته؛ و أعلم علم اليقين أنّ ذويه لم يخطر على بالهم يوما من أيام محنتهم هذه أن يستغيثوا بها و بزعماءها أبدا؛ لأتّهم و بكلّ بساطة  يعرفون أنّ معارضتنا لا يملكون شفاعة و  لا عيرا و لا نفيرا يخشاه هذا النظام.

أعرف أنّ أهل ولد غده سوف يستغيثون بقبيلتهم إن لزم الأمر و باقرانهم و جيرانهم و علاقاتهم المحلية و الدولية لانّ الكل قد يتعاطف معهم في قضيتهم؛ اما و ان يمموأ وجههم شطر معارضتنا فذالك من سابع المستحيلات.

أعرف انّ أهل ولد غده كرماء ؛ و يدلّ على كرمهم حين رضوا بإستقبال وفد معارضتنا التي  نسيت قضيتهم  و سجن إبنهم ؛ و تذكروه فجأة عندما اضرب عن استقبال الزوار؛ و استطاع من داخل زنزانته أن يقذف قضيته غلى الواجهة الإعلامية.

هنا هرعت المعارضة من اجل ستر فضيحتها بالتخلي عن قضيتهم في الأيام الخالية ؛ و أطرقت باب  هؤلاء الكرماء من أجل تلميع وجهها الخرف؛ لا من أجل عيون أبناء غده و لا أهله؛فأبوا  هؤلاء إلا إكرامهم؛ و إحسان نزلهم.

المعارضة الموريتانية جلّها إن لم يكن كلّها نخرها السوس و أكلتها الايام و صارت كالعجوز الشمطاء ؛ تجاعيد الشخوخة أطبقت على بصرها فأعمتها عن الواقع و المستقبل.

جلّ أحزاب المعارضة الموريتانية ليست أحزابا و إنّما هي واجهة لبعض القبائل الموريتانية لا أكثر و لا أقلّ؛تمرر من خلالها مطالبهم الضيقة؛ و تنتزع بها الوظائف الخاصة؛ و تحارب بها خصومها البعيدة و القريبة.

ولذا المتتبع لتاريخ مطالبها سوف يجد فيها مطالب شخصية  لا صلة لها بالهم العام؛غطت بثوب السياسة كإطلاق شخص من سجن و إن كان مفسدا أو مجرما لا يهم؛ بل سوف تجد مطالبا من قبيل الغاء العدالة من إجل ربح قضية عادية  كانت أمامها.

جريرة ولد غد مع معارضتنا أنّه  رجل من ( أهل الساحل) لا ينتمي لقبائل هذه الأحزاب الكبرى و لذا لن يجد منهم المناصرة إلا قدر ما  سوف يكسبون به من المتاجرة السياسية بقضيته.

الشيخ ولد غده  مظلوم ظلمه النظام بسلب حريته.

و مظلوم  ظلمته  المعارضة بالتخلي عنه ؛ فلا وقفات و لا مسيرات و لا بيانات و إن وجدت فبلغة باهتة.

ولد غده مظلوم  أيضا من طرف قبيلته؛ لأنّ الأمر عندها فيه حرج كبير فكيف نخير ها بين كبدها  محمد ولد غده و قلبها محمد ولد عبد العزيز؟.

نرجو من ولدغده أن يعتذر من الشعب الموريتاني فهو مغلوب  أيضا على أمره؛ تقاسمته نخبة أتخمها الزمن و المال و الجشع و الطمع ؛ و نظام قاس متجبر يظلم قرباه قبل أن يجوع  الأفواه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى