ردّ قاس من مستشار في الرآسة ( مقال )/ ميسره لمين

إطّلعت 2018/01/20 على عدد كبير من العناوين المغرضة بشأن تدوينات كتبتها علي الفيسبوك وعن طبيعة عملي ووجودي بالولايات المتحدة.. وقد أردت أن أقدم التوضيحات التالية:

– كنت سأكون ممتنا لموقع الصحراء، الذي بدأ حملة الإدعاءات هذه، لو أنه تحرى الصدق في معلوماته، التي يبدو أنه تلقاها بشكل إستخباراتي مُغرض(أعرف قنواته ومصادره).

زعم الموقع – وعن طريقه ثُلّةٌ من المواقع الذُّبابية – بأني وصلت الولايات المتحدة منذ أسابيع في تكوين وقررت الاستقرار هناك؛ والحقيقة أنني مقيمٌ في هذا البلد منذ أكثر من عام، في إطار منحة تعليمية من الحكومة الامريكية، حصلت عليها دون مساعدة من أي جهة، عن طريق برنامج Fulbright لإعداد الماجستير، (وليست هذه أول مرة أدخل فيها الأراضي الأمريكية).

زعم بعض المواقع”الذُبابية” بأني كنت ملحقا مكلفا بمتابعة الفيسبوك ، والحقيقة أنها فريةٌ تليق بمقام زاعِمِها، وأصحاب هذا النوع من الأعمال يعرفون أنفسهم جيدا ويعرفهم كل ذي بصيرة،و كذلك أدعى أحدهم في موقعه تقديمي لِللُّجُوء؛ وهو أدِّعاءٌ كاذِبٌ خاطئ.

منذ أول يوم دخلت فيه الرئاسة، كنت أقوم بعملي على أكمل وجه، وبمهنية لم يضاهيني فيه أيٌ من زُملائي.. وبقيت حريصا على أن أكون تكنوقراطيا أخدم بلدي بكل مهنية وإخلاص، ولا أخدم، ولا اعبد الأشخاص. لم أسجل انتمائي لأي حزب سياسي لقناعتي بأن ذلك قد يؤثر على مهنيتي واستقلالي.

لم أقبل يوما أن أكون بيدقا في أي صراع سياسي أو إستخباراتي داخل أو خارج المنظومة الحاكمة؛ ولم أحب الأضواء أو إستغلال النفوذ أبدا؛ أقف في الطوابير الطويلة تحت الشمس، وانا أعلم بأني لو أخبرتهم من اكون لخدموني قبل الآخرين حسب العرف، لم أقم أو أقبل يوما بأن أُنجز عملا يخالف قناعاتي الشخصية، فأنا لا أملك سواها وليس لدي ما أخسره.

أما عن تدويناتي بخصوص الحراطين، فهي آراءٌ وأفكار لا تُخجلني ولم أُخْفِها يوما – رغم الضغوط المتواصلة – لأنها تعبر عن قناعاتي الشخصية التي لا تخضع لوصاية أيٍّ كان، ولهذا فضلت الإبتعاد عن السياسة والأحزاب طيلة وجودي هناك.

أما بخصوص المنظمات الحقوقية اللتي أحترِمها وأُقدّرها، فالإنتماءالوحيد الذي بيني وبينها هو أني “حرطاني” لدي رأيي بهذا الخصوص، قد يوافق أو يختلف مع آراء البعض.

لكني كنت حريصا – دائما – على أن افصل بين عملي الرسمي وبين هُمومي وأهتماماتي الشخصية؛ لهذا قد يتفاجأ الكثير من كوني أعمل في رئاسة الجمهورية أصلا. طالما كنت مغمورا متواضعا وأحببت أن ابقى كذلك لأني لم أولد بملعقة فضة في فمي، ولا تغريني البهرجة ولا الأضواء بقدر التفاني والإخلاص في العمل.

كنت دائما أُقنع نفسي بأن أي نظام سياسي ديمقراطي يفصل بين وظيفة المرء وحقه في التعبير عن آرائه،. وموقفي من قضية الحراطين ليس وليد الأمس ولا أعتِباطيا ولا لأغراض سياسية، إنما هو نابع من واقع أعيشه وتعيشه عائلتي، التي مازالت تقطن في ما يسمى بال”كزرة” الى اليوم.. يعيشه إخوتي، الذين لم يجدوا تعليما حقيقيا ينتشلهم من واقع البؤس، بالرغم من وجودي في رئاسة الجمهورية.. يعيشه أقاربي ومعارفي من أبناء هذه الشريحة، باشكال ودرجات مختلفة. ليس لدي طموحات سياسية في هذا الصدد، وقد وجدت الفرصة مرارا لأركب الأحداث، وأسجل نقاطا لفائدتي على حساب الجوعى والفقراء، ولكن هذه ليست قناعتي.

اليوم إن كنت سافصل من عملي لأني عبّرت عن رأيي في مجال معين، وأشرت إلى ضعف أداء الحكومات فيه، فهو لَعمري ثمن أتشرف بدفعه عن طيب خاطر ولكني لم أخن امانة عملي يوما، كما ولم أخلط بينه وبين ممارساتي الأخرى.

سُبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوبُ إليك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى