قراءة سياسية عن كنكوصه

لم يكن مشهد الساعات الأولى بمكاتب التصويت في استفتاء الخامس أغسطس 2017  – الدستوري – بمدينة كنكوصه  بريئا وسطحيا بقدر ما  يحمل من دلالات ورسائل سرعان ما تلقفها المشرفون على العملية الانتخابية في المقاطعة من سلطة وفاعلين وحتى مراقبين..

مكاتب خاوية على عروشها وطواقم أرهقها انتظار المجهول -قبل أن يصير معدوما – لتتقاذفها موجات السنة وهزات النوم  بعد أن امتنع المواطنون عن التصويت في عملية يعتبرونها على ما يبدو عبثية رغم سياط الضغط وهراوات الترغيب .
ضجيج الحملة الذي استمر أسبوعين وصراخ أصحاب المبادرات وقادة الأحلاف وزعماء المجموعات كل ذلك لم يكن سوى سراب حسبه الوزير السابق ومدير حملة الحزب الحاكم في المقاطعة عابدين ولد الخير ماء حتى إذا جاء اليوم الموعود تبين -و حسب تصريحات منقولة عن مسؤولين – أن مفاتيح اللعبة كانت حقيقة بأيدي فقراء ملوا معاقرة التصفيق ومغازلة الحكام لأنهم يموتون كل يوم مرتين – بالعطش والمرض – فكانت رسالتهم واضحة “المقاطعة”.

مقاطعة” تختلف دوافعها و اطرافها وإن كانت في مجملها تعبيرا عن سخط قديم على أوضاع مأساوية يعيشها -من بقى في الدار – فيما يتفيؤ ظلال “المتاجرة بها من لا يعرف الناس إلى عند الانتخاب.

“مقاطعة” تكشف زيف كل الخيارات المحلية وتجعل المراقب أمام حقيقة أن من يصوتون في البلديات لم يكونوا سوى وافدين تحمل الساسة عبأهم حين كان الهم شخصيا وتراجعوا عن ذلك حين غاب حظ النفس.

ساسة بقدهم وقديهم وعدتهم وعتادهم ومتعهتم ومتاعهم لم يستطيعوا إقناع 3 آلاف مواطن كاملة بالمشاركة ولا إقناع المشاركين منها بالتصويت ب”نعم” حري بهم أن يتسقيلوا أو يقالوا…..أو على الأقل يراجعوا حسابات الرحم والانتماء

محمد ولد زرو

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى