موقف محرج و مضحك من ترامب

لا يختلف اثنان على أن اللقاءات التي يعقدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع أي زعيم آخر، ستكون بعيدة كل البعد عن “الملل” والنمط الدبلوماسي المعتاد في الأوساط السياسية.

فدائماً هناك ما يبهر به كاميرات الصحافة أو الشبكات الاجتماعية، بتصرفاته وتصريحاته غير المتوقعة.

آخرها كان تفاخره بسير أعمال البناء في قناة بنما! وهذه القناة المائية البالغ طولها 76.8 كيلومتر قد بُنيت قبل قرن كامل، وتقع في أميركا الوسطى، وهو بالطبع لم يقم ببنائها.

أما الطرفة الأكبر، فهي أن هذه التصريحات التي قالها ترامب، كانت خلال لقاء جَمَعه مع الرئيس البنمي خوان كارلوس فاريلا، حيث قال: “تسير الأمور في قناة بنما بشكلٍ جيد، أظن أننا أحسنَّا بناءها حقاً”، وفق ما ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية.

واستدار لرئيس بنما ليسأله: “أليس كذلك؟”.

حرص الرئيس فاريلا بدوره على أن يقاطعه قائلاً: “أجل فعلنا، قبل مئة عام”.

لكن ترامب بدا متحمساً لإيضاح ما كان يقصده ابتداءً، فأضاف: “لكن الأمور تسير بخيرٍ في بنما”.

يُذكَر أن الولايات المتحدة الأميركية قد نقلت سلطات إدارة القناة إلى بنما عام 1999، ويصل الممر المائي الضخم المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، وهو ممرٌ هامٌ للتجارة البحرية الدولية.

وإثر هذه التصريحات، تصاعدت الانتقادات على الشبكات الاجتماعية حول تفاخر ترامب ببناء قناة بنما، معتَبِرةً إياها أحدث حماقاته.

وقد سخرت ماري كونر من الأمر، مُعلِّقةً: “في ردة فعلٍ على مذبحة بولينغ غرين، فقد عيَّن الرئيس أندرو جاكسون دونالد ترامب لبناء قناة بنما بهدف إبعاد الأستراليين”.

وتجدر الإشارة إلى أن “مذبحة بولينغ غرين” سيئة الصيت، هي هجومٌ إرهابيٌّ مزعوم، ادعته مستشارة ترامب الكبرى كالين كونواي، لكنه لم يحدث في الحقيقة، حيث ادعت كذباً أن اثنين من اللاجئين العراقيين قد ارتكبا “مجزرةً” داخل الولايات المتحدة الأميركية، لكن أغلب الأميركيين لم يسمعوا بها، لأن “وسائل الإعلام لم تسع لتغطيتها”.

وأضاف منتقدٌ آخر: “هل نسب ترامب الفضل لنفسه للتو في بناء قناة بنما؟ هل يعلم متى بُنِيَت؟ ربما يعتقد أن فريدريك دوغلاس كان كبير المهندسين”.

وغرَّد مستخدمٌ يدعى ريتش على تويتر قائلاً: “حقيقة أن بنما بها قناةٌ بحريةٌ هي الشيء الوحيد حرفياً الذي يعرفه ترامب عن بنما، وغالباً قد اكتشف ذلك صباح اليوم”.

هوفبوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى