من قواعد السطوة…قوّم رئيسك

 

22) تعلّم متى تستسلم ثم حوّل خسارتك إلى فوز

حين تكون الأضعف لا تقاوم أو تقاتل دفاعًا عن كرامتك، لا تجعل عدوك يستمتع بسحقك، اجعل الإذعان أحد طرقك للحصول على السلطة، اجعله وقتًا مقتطعًا كي تتعافى فيه.

“الضعيف هو من لا يتنازل ابدًا حين يكون من مصلحته التنازل”، أو كما يقول المثل الإثيوبي “حين يمر السيد العظيم ينحني الفلاح الحكيم انحناءة عميقة وفي سخرية وصمت يطلق ريحًا من مؤخرته”.

في الصين القديمة تلقى الملك جوجيان هزيمة قاسية فقرر أن يهرب، لكن ناصحه أخبره بالإذعان وعدم الهروب، وبالفعل عمل جوجيان كخادم للملك الجديد طوال 3 سنوات حتى أمن له وأولاه إحدى المدن، خلال تلك السنوات الثلاث عرف جوجيان الكثير وخطط للانتقام، ليتمكن بعد ذلك وخلال وقت ضعف المملكة من أن يعود ويهزم من هزمه يومًا ما.
23) ركّز قواك وجهودك

صيد واحد ثمين أفضل كثيرًا من جني الفتات، لا تشتت نفسك ومجهودك فيضيع كل ما تصنع.

“لا يمكن لسهم أن يصيب هدفين معًا، إن شُوش تفكيرك لن تصيب قلب العدو، على عقلك أن يصبح والسهم شيئًا واحدًا”.

في عصر النهضة عانى الكثير من الكتاب من تملق هذا الأمير وهذا الملك، وفي ذلك تفوق بيترو آرتينو بعدما استطاع التقرب من الإمبراطور تشارل الخامس وجعل قلمه له فقط، وهو ما فعله مايكل أنجلو مع البابا يوليوس الثاني، وجاليليو مع أسرة المديتشي.
24) كن شخصًا مميزًا في مجتمعات الصفوة

هم رجال الحاشية، هم المجتمع المحيط برجال الحكم، هم المسؤولون عن أغلب القرارات التي تصدر في البلاد.

“الرجل الذي يتقن حياة القصور يكون قادرًا على التحكم في كلامه وتعبيرات وجهه ونظرات عينيه، يبدو عميقًا وغامضًا، ينافق الأشرار من ذوي النفوذ ويبتسم في وجه عدوه، ويكتم غضبه، ويكتم مشاعره، ويتصرف علي غير ما يحب”

ويحكي عن ذلك في الفرق بين مدرسة أرسطو ومدرسة الفيلسوف كالينسيس أثناء فترة الإسكندرالأكبر، فأرسطو كان مؤمنًا بالمهارات اللازمة للتعامل مع الصفوة، بينما كالينسيس كان يرى في التلقائية والعبارات الصريحة غير المزخرفة، وكانت النتيجة هي قتل الإسكندر له في إحدى نقاشاته معه.

25- اصنع لنفسك هوية تكسبك القوة

حتى يراك الآخرون شخصًا قويًا وذا سلطة يجب أن تصنع هذه الصورة عن نفسك ولا تترك لهم المجال ليحددوا لك كيف تظهر، لذلك اصنع كيانك الذي تريد أن يروك من خلاله ولا تتقبل الأدوار التي يفرضها عليك مجتمعك، وقد يفيدك في ذلك طريقة الحديث، فلتتحدث دائمًا كأنك على خشبة المسرح.

“ألا تسمع الناس في المجتمعات يقولون عن شخص أنه ممثل جيد؟ هم لا يعنون بذلك أنه يجيد التعبير عما يشعر به ويرغبه بل يقصدون أنه يجيد المحاكاة دون أن يشعر بشيء.” -دينيس ديديو

“الدراما الجيدة يمكنها أن تخفي الأخطاء كما يمكنها أيضا أن تشوش العدو وتخدعه”.

في الحرب العالمية الثانية كان الكاتب المسرحي برتولت بريخت يعمل كاتبا للسيناريو في أستوديوهات هوليوود، فاستدعته لجنة مكافحة الأنشطة المعادية لأمريكا للمثول أمامها بتهمة مناصرة الشيوعية، وكان المطلوبون الآخرون قرروا إهانة أعضاء اللجنة بالتعبير عن غضبهم واحتقارهم للاتهامات.

أما بريخت فقد اختار أن يتبع أسلوب التلاعب بأعضاء اللجنة فيسحرهم ويسخر منهم في آن واحد، وأخذ يتدرب على ردوده واستجاباته ودعم المشهد بمحسنات بلاغية وسلوكية، منها تدخينه للسيجار أثناء التحقيق، لأنه كان يعرف أن أعضاء اللجنة يحبون السيجار، واستطاع تضليل اللجنة بالردود الملتبسة والمضحكة والمراوغة التي أتقنها، حتى أطلقوا سراحه.

روبرت جرين

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى