عطاء أدباء لعصابه بين الحاضر و الماضي/ مع عمدة إحسي الطين عبدي ولد إسماعيل ج1

 

الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين؛ أيها الأخوة الأعزاء أيتها الأخوات العزيزات:

إنني أرحب بكم على مائدة الأدب و الأدباء؛هذه المائدة التي يتم تناولها خارج الصحون و الأطباق و الأباريق و الأكواب ؛ و تحفظ طازجة خارج الثلاجات ؛ و يستفاد منها عبر الأثير على الموجات الترددية و الطويلة؛ و بواسطة الشبكة العنكبوتية؛ويتم هضمها بواسطة العقل السليم؛و العقل : نور في القلب متصل بالدماغ ؛ هذه المائدة التي لا يملّ مذاقها و لا ينقصها العطاء؛بل يزيدها:

خليلي أفن العمر غير الممد

تذمما و إن جدت بفند

لنا جلساء لا يملّ حديثهم

و إن قلت أموات فلست مفنادا

فلا فتنة تخشى و لا سوء عشرة

و لا نتقي منهم لسانا و لا يدا

و في أدب الموسيقى و أهميته و تأثيراته النفسية؛ يقول الغزالي و المسعودي: من لم يهزه الربيع و أزهاره؛ و العود و أوتاره ؛و الروض و أطنابه؛ فهو مريض المزاج؛و يحتاج إلى علاج.

و يقول ابن خلدون: أول ما ينقطع من الصناعات عند انقطاع العمران صناعة الغناء.

و يقول صفي الدين الحلي الاندلسي:

شفى و شجا لما شدا و ترنما

فانعس أيقاظا و أيقظ نوما

و حبس م الأوتار مثنى و مثلثا

فحفت بنا الافراح فردا و توأما

و غنى كأن العود صار صدى له

يحاكيه في ألفاظه إن ترنما

إذا رتلت ألفاظه الشعر معربا

أعادت لنا أوتاره اللحن معجما

أيها الأخوة و الأخوات: أنتم مع الأديب: غالي ولد المختار فال ولد أحمد تلمود البصادي الأنصاري الشنقيطي؛هذا الشاعر ولد في النصف الثاني من القرن 12 هجرية و توفي في النصف الأول من القرن 13 هجرية؛ ودفن عند بئر في الناحية الشمالية الغربية لتامشكط؛تسمى/تنتمكش؛تنقل المغفور له بين العديد من فطاحلة العلماء الشناقطة ؛ من بينهم تاج العلماء الموريتانيين المختار ابن بونا؛القائل من ضمن ما قال و ما أكثره:

و نحن جمع من الأشراف منتظم

أجل ذا العصر قدرا دون أدنانا

قد اتخذنا ظهور العيس مدرسة

بها نبين دين الله تبيانا

قوله: ذا العصر: مدركا أن الأدب العربي حينها؛في فترة انحطاط؛و الأدب الشنقيطي في أوجّ ازدهاره؛فمن المعلوم أنّ مرحلة انحطاط الأدب العربي استمرت زهاء: ستة قرون (من سقط بغداد 656هج إلى حملة نابليون على مصر 1220هج؛وفاة ابن بونا).

و قوله: ظهور العيس: إجلالا لسفينة الصحراء؛لأنّ العرب يجلون الناقة و النخلة ؛ ففي القرآن الكريم(فقال لهم رسول الله ناقة الله و سقياها).

و في الحديث الشريف : عليكم بالعليتين : الناقة و النخلة.

روح فؤادك من سير الغدو و من

سير العشي و من تتابع السفر

و أصبحت ودعت الصبا غير أنني

أراقب خلات من العيش أربعا

فمنهن نص العيس و الليل مقمر

تيمم مجهول من الارض بلقعا

ومنهن سوف الخود قد بلها الندى

تراقب منظوم التمائم مرضعا

تعتز عليها ريبتي و يسوءها

بكاه فتثني الجيد أن يتضوعا

و منهن قولي للنداما ترفعوا

يداجون نشاجا من الخمر مترعا

ومنهن ركض الخيل ترجم بالقنى

يبادرن سربا آمنا أن يفزعا

خوارج من برية نحو قرية

يجددن وصلا أو يقربن مطمعا

وكان العلامة المختار يجلّ صاحبنا و يعتمد عليه في حلّ النوادر؛و قد ورد عليه كتاب من أحد خصومه؛فأعطاه لبعض تلاميذه للرد؛فقالوا:لم نجد فيه شيئ؛فقال إعطوه لغالي فلما تأمله؛كتب عليه): سلاما )؛إشارة إلى قوله تعالى: وعباد….؛وقال : لا يقصد إلا غالي.

و مع ذالك كان له معه موقف من نوع آخر…….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى