على رسلكم ! / أحمد صمب ولد عبد الله

البعض، يستاء كثيرا عند ما يختلف تشخيصك عن تشخيصه لأسباب التنافر والعداء المتنامي بين بين لحراطين وإخوتهم من البظان، والذي بلغت حدته أن أصبح ينذر بكارثة حقيقية قد تعصف ببنية هذا الكيان. إذا أرجعت شبح التهديد الذي يحوم فوق مجتمعنا إلى المظالم، و أنت بذلك تحاول الوصول إلى الأسباب الكامنة خلف تمزيق نسيجنا الإجتماعي ليتسنى لك اقتراح الحلول التي تراها كفيلة بإصلاح الخلل،

فإذا بالبعض يشتاظ غضبا من صرختك كأن ما لك من حقك أن تطلق آهة حتى، ولو تعبرا عن ألمك من الواقع المرير الذي يمزقك.

عند ما تختلف وجهت نظرك عن وجهت نظر أحدهم يعتبر أنك تتهجم على مجموعته وأنك تعاديها. هذا ما حصل معي عند ما قال بعضهم أنني أضمر العداء لمجتمع البظان وأنني حملت البظان، ظلما، مسؤولية ما تتعرض له شريحة لحراطين ومستضعفي المجتمع من غبن.

الذين ذهبوا إلى هذا الفهم، سواء كان ذلك عن قصد أو عن غير قصد، كانوا كلهم مخطئين في حقي، ولكنني لا أآخذ أحد منهم بذلك واعتبر أن الجميع تصرف عن حسن نية، ولكنهم كانوا تحت صدمة أحداث الشغب الأليمة التي وقعت في الأيام الماضية والتي راعتنا كلنا. إنني في تدويناتي، والتي لا تزال كلها على صفحتي دون حذف ولا تغيير، لم أتهجم على البظان ولم أحملهم أي مسؤولية، لا مسؤؤلية تسيير الدولة ولا مسؤولية ظلم لحراطين أو غيرهم.

إن تدويناتي التي غالبا ما أندد فيها بالظلم وأذكِّر فيها بمخاطره محاولا أن أبين أنه هو سبب العداء المتنامي بين فئات المجتمع وطبقاته؛ أشدد دائما فيها أن الظلم الذي نعاني منه مسؤوليته تقع على الدولة وهي وحدها المسؤولة عنه؛ ومعنى أن الدولة هي المسؤولة، هو أن الذين في الحكم هم من يتحملون مسؤولية بقاء الظلم، ومسؤؤلية إذكائه، ومسؤولية استمراره. ذلك أن الذي في السلطة هو الذي يقع على عاتقه مسؤولية حل المشاكل حتى ولو لم يكن هو من تسبب فيها أصلا.

علينا أن نلتزم الموضوعية والبصيرة في انتقاداتنا وأن لا نحكم على الناس أحكاما جزافية، مسبقة؛ نكيل لهم التهم ونسبهم ونتعرض لأعراضهم ظلما، لا لشيء إلا أن لدينا تعصب ضد التنديد بالمظالم التي يسام بها الضعفاء من شعبنا. ليس لأحد منكم أن ينبري دفاعا عن الدولة إذا ما كتب  كاتب، استشرف المخاطر التي تهدد كيان ووطنه وسعى لدق ناقوس الخطر محذرا لعل الناس يتداركون فيوقفوا المظالم ويصلحون الإختلالات ويحلون المشاكل التي تهدد أمنهم وأمانهم حتى لا يأتيهم الهلاك بغتة وهم غافلون.

إنني وإن كنت من فئة لحراطين، ما منكم من أحد أولى مني بمجتمع البظان ولا بثقافة البظان ولا بفضاء البظان. لست أقلكم فصاحة، وليْستْ أُذنِي أقل آذانكم “بياضا” ولا “كافي” دون “كيفانكم”، ولست أقل الناطقين بالحسانية “سلاقة” ولا هندابي يختلف عن هندابكم؛ وإذا ما زوجت أو تزوجت لتعالى الغبار فوق “لعب الدبوس”، و”لبربرت” على إيقاع “بنج”، ولغنت لي “كرمي” و”منيت نفور” ولامتلء “المرجع” نقودا، تماما كما تفعلون عندما تقترون وعند ما توسعون!

أنا من هذا المحيط وثقافته ثقافتي وماضيه ماضي، شارك أجدادي في حلوه ومره، خدموا فيه قبائلهم وشاركوا في سلمها وحروبها. كان المشاة من جيوش الإمارة في الغالب من شريحتي (لخوالف الخظر)، فهم أول من يدخل القتال عند اندلاع الحروب. كانوا إذا انتصروا انتصر الجيش وإذا ما هزموا هزم الجيش. كان الأسياد هم آخر من يدخل الحرب لأن الدور الأبرز كان دور “الخوالف الخظر” والفئات المحاربة الأخرى من قبائل “آزناقه”، وفِي النهاية، يكون النصر، نصر الأسياد، “عربا” كانوا أو زوايا. لكنني اليوم أطالب بنصيبي من النصر ونصيبي من “الغنائم”! لم أعد أرضى أن تكون “شحمتي” من سيدي ولا أن يكون “غلظي” من “غلظ” “عربي”! ألم تعتقوني؟ فما لي لم تتغير وضعيتي قبل عتقي وبعد حريتي؟ إجعلوا لي سهما إلى جنب أسهمكم فلم أعد أرضى دون المساواة سهما،

إعلموا أن ثقافتي هي ثقافتكم وعروبتي هي عروبتكم. أنا عربي مستعرب، أنا عربي طوعا أو كرها، مثلكم تماما. أنا عربي إفريقي، أصلي زنجي، أو رومي أسود (أغرمان)، أو “بافوري”؛ كنت أميرا “غانيا” أو أميرا من مملكة “سونغايْ”؛ وكنتم أنتم أمراء قبائل “زناغة” العريقة، أو صنهاجة، أوشلوحة، أو قريش أو شرفاء ولم تكن الحسانية ولا العربية اللغة الأصلية للكثيرين منكم؛ لم تكونوا من “عاد” ولا “ثمود”؛ ولم تكونوا من “العماليق” (العرب العاربة الأولى). لم يكن أغلبكم في الأصل عربا ولو إنحدرتم من قريش، فما كانت قريش عرب عاربة وما كانت إلا مستعربة كما استعرب “الفراعنة” بعد ذلك و”الشلوحة” وهكذا نلتم أنتم عروبتكم وهكذا نلت مثلكم عروبتي.

أقول للذين أساؤوا فهمي واتهمونني، على رسلكم! أنا لست ضد البظان وما أقدر ذلك، ولا أُحمل بظان اليوم وزر من سبقهم ولا وزر عبث من يحكموننا ويسوسنا ولم يسعو لحل مشاكلنا إن لم يكونوا زادوها حدة وخطورة وزرعوا بيننا العداء والتنافر. إن إنا انتقدت الدولة أو الحكومة أو الرئيس فذلك لأنه هو من يتولى تدبير الشأن العام وهو من يتحمل  مسؤولية كل نجاحاتنا وإخفاقاتنا. لا ينبغي أن يجعل أحدكم أن انتقاد الدولة هو انتقاد للبظان، ولا أنه وصي على الدولة حتى ينبري متأبطا شرا يهاجم كل من ضاق ذرعا من سوء تسيير بلاده وصاح استنكارا وتنديدا بالظلم لعل نداءه يحرك ساكنا.

نعم قلت أن في بلدي ظلم يتعرض له المستضعفين، ظلم يتعرض له لحراطين ظلم يتعرض له لمعلمين، ظلم يتعرض له الطلبة، ظلم يتعرض له آزناقه، ظلم يتعرض له الزنوج، ظلم يتعرض له المنبوذين من “لعرب” وظلم يتعرض له المستضعفين من الزوايا، وإن تفاوتت حدة المظالم فإن الجميع يظلم، إذ أن الظلم إذا كان هو فلسفة الحاكم وسياسته فلن يسلم منه أحد حتى بني عمومته وما مثل رجل الأعمال، ولد بوعماتو الذي اضطر لمغادرة البلد للحفاظ على مصالحه، منا ببعيد.

ركزت في تدويناتي الأخيرة على ظلم لحراطين لأنه أخطر المظالم وأكثرها جلاءا، تماما كما كانت العبودية في مجتمع البظان أكثر ظهورا من العبودية في مجتمع الزنوج، لأنه لا فرق في اللون بين السيد والعبد في المجتمع الزنجي ولا يتسنى للمار مر الكرام ملاحظتها إن لم يمعن النظر ويقف عند التفاصيل! فبما وضوح وسطوع العبودية في مجتمع البظان بين السيد والعبد لإختلاف ألوانهم في الغالب، يكون ظلم لحراطين في موريتانيا كالعلم الحالك السواد الذي تتخلله نجمة وهلال أصفرين فاقع لونهما؛ يترائى للناظر ولو لم يعر له إهتمام. إن الناظر إلى المجتمع الموريتاني لا يمكنه إلا أن يرى الغبن الواضح الذي تتعرض له هذه الشريحة، وهل يخفى القمر؟

إن ظلم لحراطين هو أكبر تهديد لمجتمع البظان. كان الحراطين في السابق فصيلا لا يتجزء من فصائل مجتمع البظان، منصهرين بين القبائل معتزين بانتمائهم لهذا المحيط الإجتماعي والثقافي كل اعتزاز. كان الحرطاني يرى أنه بظاني أولى “بالتبيظين” من كل البظان المنحدرين من الفئات الأخرى من مجتمع البظان. اليوم أصبحنا نسمع من شباب لحراطين المطالبة بهوية وثقافة خاصة للحراطين؛ نشاهد اليوم انسلاخهم من القبيلة ورفض الإنتماء إليها، فما السبب؟ شاهدنا في الأحداث الماضية شباب يافعا من لحراطين، طلاب مدارس، يستهدفون إخوة لهم من البظان. فعلوا ذلك عفويا دون تحريض من أحد، تصرفوا تصرفات عكس تصرفات آبائهم، فما هو السبب يا ترى؟

سيقول المرجفون، السكارى : السبب هو تحريضك أنت وأمثالك ويكيلون التهم والسباب والتجريح وسيقولون السبب هو إيرا ويقولون السبب هم منظمة الحر ويقولون السبب هو مسيرة الميثاق ويقولون السبب هو تحريض “فلام” والزنوج للحراطين؛ سيبحثون عن بريء يأتون به لتجريمه، يجلدونه لينتزعوا منه قهرا الإعتراف بِوِزْر ما لم تغترف يداه؛ تماما كما تفعل مخابراتنا! تقول النكتة: عندما كانت مخابرات موريتانيا في منافسة مع مخابرات “سي أيْ أَيْ”  الآمريكية و”الموساد” الإسرائيلي: أطلقوا أرنبا في انواكشوط على أن يكون الفائز في المسابقة هو من أعاده في أقل زمن. بدءت مخابرات “سي أي أي” أولا، فأحضرت الأرنب بعد ساعة من البحث في زقق انواكشوط؛ ثم جاء الدور على “الموساد”، فأحضروه في ساعتين؛ ثم جاء الدور على المخابرات الموريتانية، فانطلقوا لإحضار الأرنب وتأخروا في البحث، وبعد يومين من انتظار عودتهم بالأرنب الذي ذهبوا لإحضاره، قررت مجموعة “سي أي أي” و”المساد” البحث عن زملائهم الموريتانيين خوفا أن يكون أصابهم مكروه، فما لبثوا أن وجدوهم في أحدى زقق الترحيل يضربون هرا ضربا مبرحا لينتزعوا منه الإعتراف أنه أرنب: قل أنك أرنب، قل، قل أنك أرنبا كي يُحضروه على أنه الأرنب الذي ذهبوا للبحث عنه…!

سبب تمزق نسيج مجتمع البظان وانتقال التهديد إلى داخله هو ظلم بعضه البعض وتخلي بعضه عن البعض واستغلال بعضه للبعض. السبب هو تقاعس الدولة والرؤساء الذين تعاقبوا على الحكم والحكومات المتتالية عن ربئ الصدع وتقليص الهوة المتزايدة بين بين بيض هذا الكيان وسوده؛ السبب هو الفلسفة والسياسة والرسائل التي تبعثها الإكتتابات والترقيات والتعيينات والتي مفادها أن الحاكم يميز تمييزا عنصريا وإقطاعيا بين شعبه، يؤثر قبيلته والمتملقين له، وتعبر هذه الرسائل أنه لا مكان للكفائة ولا للإستحقاق ولا للإستقامة؛ السبب هو الإقصاء الممنهج والمحاصصة الظالمة التي تعتمدها الدولة في تقسيم الثروة وفِي تمثيل الطيف الإجتماعي على الصورة التي تتصدر الواجهة.

السبب هو الصورة التي نشاهدها كل أسبوع عن تشكلة مجلس الوزراء والتي لا تتغير مهما تغير الرؤساء والحكومات، راسمة محاصصة عرجاء؛ السبب هم تشكلة السلك الدبلوماسي؛ السبب هو تشكلة الأمناء العامين للوزارات؛ السبب هو تشكلة المدراء ؛ السبب هو تشكلة رجال الأعمال؛ السبب هو تشكلة الجنرالات السبب هو تشكلة الجنود البسطاء، السبب هو تشكلة الحمالة؛ السبب هو تشكلة الجزارة؛ السبب هو العقلية التي أخفت الجامعة الجديدة خلف الحي الراقي الذي يسكنه الأغنياء حتى تبعد ولا يراها أبناء الفقراء ويحرموا منها؛ السبب هو تعيينات المجلس الوزراء الأسبوعية التي تجسد الإقصاء والحرمان. الأسباب كثيرة وإن تعدوها لن تحصوها! لوأن الشعب الموريتاني مكون من مجموعتي لعرب والزوايا فقط وكان الحكم عند الزوايا وعاملوا مجموعة لعرب بمعاملة النظام اليوم للحراطين لنشبت بينهم حرب “البسوس”، فلا يخدعننا هدوء العاصفة. أين دولة السودان الجنوبي والشمالي؟  أين اليمن الجنوبي والشمالي؟ أين العراق بفدرالياته و”أكراده”، وما هو مآل سوريا؟ لقد حذرنا الأمير “عثمان ولد أحمد عيد” فهل لنا أن نتوخى الحذر؟

سبب هو برامج التلفزيون الوطني والوجه المشوه الذي يعكسه عن المجتمع، وجه لا يرى فيه الكثيرون ذواتهم ولا ذوات من يشبهونهم. إذا نظرت لبرامج هذه المنابر العمومية التي هي واجهة السياسات المعتمدة يتصور لك أنك في بلد آخر غير موريتانيا. السبب هو اكتتابات الإنتقائية التي تقوم بها المؤسسة العسكرية. قال الرائد صالح ولد حنن في محاكمته على إثر المحاولة الإنقلابية التي قادها، أنه عند ما كان ضابطا في المكتب المكلف بالإكتتاب في الجيش، كانت تعليماتهم أن لا يكتتبوا الزنوج ولا لحراطين في سلك الضباط. هذه ليست شهادة حرطاني وليست من افتراءات أحمد صمب هذه في سجلات محاكمة “فرسان التغيير” وهذا ما صنع هذه الصورة التي نشرتها مجلة المؤسسة العسكرية والتي قال البعض أنها “فوتوشوب” من افتراء أحمد صمب. نعم قال البعض أنها “فوتو شوب” لأنهم لا يعقلون أن تكون الوقاحة بلغت بالظالمين حد الترويج لظلمهم والتفاخر به.

أنا أخشى على بلدي أخشى على مجتمعي. أخشى أن تكون موريتانيا مثل السودان، فينفصل جنوبها عن شمالها؛ أخشى أن يحل بنا ما حل “بالهُوتُو” و”التُوتْسِي”، أخشى أن نكون مثل سوريا أو ليبيا. أخشى من كل هذا لأن الظلم لا حدود للكوارث التي يمكن أن يتسبب فيها. قبل الإستعمار، في زمن السيبة، عند ما كان الكل يظلم الكل، إنتفت قبيلة أولاد أمبارك بسبب الإقتتال بين فصائلها بسبب رؤية بعضهم الفضل على البعض وتسلطه عليه؛ في نفس الزمن “تناحر” بنو مقفر، تقاتل أبناء تروز وأبناء بركان وهم ينحدرون من نفس الرجل وتناحروا مع أولاد أحمد عيدة إخوتهم من نفس النسب، وتناحر الجميع مع إدوعيش وكانت الحروب هي سيدة الموقف حتى قيل أنه لولى دخول المستعمر لانتفت قبائل الشوكة عن بكرة أبيها كما حصل لأولاد أمبارك، فهل نعتبر أن الظلم والتسلط والغبن : الهلاك؟

إن العدالة هي الضامن لأمن وأمان المجتمعات والشعوب، وغياب العدالة والمساواة هو سبب كل الويلات والخراب. لقد نمت الدول الغربية وتطورت حتى أصبحت تحكم العالم وذلك بسبب إفشاء العدالة والمساواة بين شعوبهم. كانوا قبل ذلك فقراء ومتخلفين في عصور ظلامهم، قويهم يأكل ضعيفهم، وكان المسلمون في ذلك الزمن هم من يقود العالم؛ وما أن صحا (الغربيون) وأقاموا العدالة بينهم، حتى ازدهرو وعم فيه الخير والثراء وأصبحوا أغنى الشعوب وأقواها، فهل لنا أن نعود لخصائل ديننا فننحى منحي رسول الله صل الله عليه وسلم، فنقيم العدالة والمساواة بيننا وننبذ العنصرية ورأية بَعضُنَا الفضل على البعض فنتصاهر وننصهر في بعضنا البعض ونكون مجتمعا واحدا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه زنجي إشتكينا وإذا اشتكى منه زاوي إشتكينا وإذا اشتكى منه حرطاني إشتكينا…
لست ضد البظان ولا ضد الزنوج ولا أرى الفضل للحراطين على غيرهم من إخوتي في الدين والوطن وما قلت ما أقوله إلا خوفا على نفسي  وعلى أهلى وعلى مستقبلي ومستقبل أولادي ومستقبلكم ومستقبل أولادكم، فإن كنتم تخشون على هذا البلد العزيز وعلى تنوعه الثقافي والعرقي، فقولوا جميعا معي، قولو جميعا لمن يحكمنا، قولوا لمن هم في السلطة : نحن جميعا بظان نحن جميعا حراطين ونحن جميعا زنوج ، أوقف الظلم الذي يهدد أمننا ووحدتنا، وأعلم يا ظالمنا أن ما لك من نصير على الظلمك بيننا، نحن جميعا مظلومين، نحن جميعا ضد الظلم!
تحيى موريتانيا!
تحياتي لأولي الألباب!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى