سخرية الوزير الأول رحمة زاجر أم نقمة ساخط

قالوا في المعجم:

سَخِرَ منه وبه سَخْراً وسُخْراً، بالضم، وسُخْرَةً وسِخْرِيّاً وسُخْرِيّاً وسُخْرِيَّة: هزئ به؛ ويروى بيت أَعشى باهلة على وجهين:

إِني أَتَتْنِي لِسانٌ، لا أُسَرُّ بها، مِنْ عَلْوَ، لا عَجَبٌ منها ولا سُخْر

ويروى: ولا سَخَرُ

قال ذلك لما بلغه خبر مقتل أَخيه المنتشر؛و قال الأَزهري: وقد يكون نعتاً كقولهم: هُم لك سُخْرِيٌّ وسُخْرِيَّةٌ، من ذكَّر قال سُخْرِيّاً، ومن أَنث قال سُخْرِيَّةً. الفراء: يقال سَخِرْتُ منه، ولا يقال سَخِرْتُ به.

قال الله تعالى: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ. وسَخِرْتُ من فلان هي اللغة الفصيحةُ.

وقال: إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فإِنَّا نَسْخَرُ منكم

وقال الراعي:

تَغَيَّرَ قَوْمِي ولا أَسْخَرُ، وما حُمَّ مِنْ قَدَرٍ يُقْدَرُ قوله أَسخَرُ أَي لا أَسخَرُ منهم. .

 

والسخرية هي إحدى طرق التعبير، يستعمل فيها الشخص ألفاظاً تقلب المعنى إلي عكس ما يقصده المتكلم من أجل الإضحاك أولا والنقد ثانيا؛ وهناك من عد السخرية عدوانية كلّها وسماه بالتهكم إذا كان ظاهره جد ظاهر جد؛وباطنه هزل.وكلّ ما يضحك فهو هزل؛وعلاقة التهكم  بالسخرية أن لا غرض له سوى الضحك وهو الفكاهة؛أما التي نضحك منها بمرارة وألم ويأس ونشعر من خلالها بفداحة العيب فتلك هي السخرية .

وهنا يحقّ لنا أن نتساءل هل الوزير الأول  الذي سخر من إمام يحمل العلم في صدره والورع في ثيابه وعدو غلبه يستحي من ذكره؛كان زاجرا منه ومؤدبا حتى يبتعد الإمام المسكين عن خطاب المعارضة وتأوّهاتها المتكررة؛فكان لسان حاله:

قسا ليزدجروا ومن يكن حازما     فليقس أحيانا على من يرحم

أم أنّ الوزير الأول كان لا يسخر وإنّما تأفف حين لاحظ تغير قومه؛وصعود نجم العارضة فيهم؛كان لسان حاله قول الراعي:

تَغَيَّرَ قَوْمِي ولا أَسْخَرُ، وما حُمَّ مِنْ قَدَرٍ يُقْدَرُ قوله أَسخَرُ أَي لا أَسخَرُ منهم. .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى