التفكك الأسري سرطان المجتمع

التفكك الأسري، ظاهرة اجتماعية سيئة أصبحت منتشرة في المجتمع بشكل مخيف، وهي ناتجة عن عوامل كثيرة أبرزها عدم تحمل المسؤولية من الطرفين، والعادات السيئة التي تكلف الرجل ما لا يطيق، هذا مع قلة الوعي لدى المجتمع عامة والمرأة خاصة.

إننا مجتمع مهووس بحب التقليد والمحاكاة، فتجد الفقير يتكلف تقليد الغني الفاحش الثراء، وتجد المرأة المتزوجة من رجل معسر تحاول منافسة نظريتها المتزوجة من غني موسر، وبذلك تحمل زوجها ما لا يطيق، وتجعله بين أمرين أحلاهما مر: إما أن يلبي مطالبها التعجيزية المُجحفة، وإما أن يطلقها وتتفكك الأسرة ويضيع الأبناء، متجاهلة حالته المادية وظروفه الصعبة، بل تتناسى شرع الله الأهم الذي أمرها بطاعته وجعل له درجة عليها، وفي هذه الحالة تكون المرأة هي المسئولة عن تفكيك وتخريب بيتها.

ولكن ماذا عن الرجال الذين يعتبرون الزواج لعبة فقط؟، وما أكثرهم من عديمي المسؤولية يتركون أبناءهم ضائعين دون رعاية ولا نفقة ولا تربية ولا تعليم…

ومع ذلك تجد المجتمع يغطي على أخطائهم، ولا يوجه لهم أي لوم ولا عتاب، بل على العكس من ذلك، تجد هذا النوع من الرجال يتزوجون مرارا وتكرارا، يطلقون متى شاءوا ويتزوجون كيفما شاءوا، حتى تنقضي أعمارهم، دون أن يتذكر أحدهم أن له أبناء تجب عليه نفقتهم ورعايتهم، حيث تتخلى عنهم الأم أيضا وتتركهم لجدتهم، وتنشغل عنهم بالبحث عن زوج آخر، ويبقى الأطفال ضحية لهذا التفكك الأسري بعد أن حرموا من العيش مع أبويهم.

وقد يحدث الطلاق بسبب خلاف بين أهل الرجل وزوجته تنجم عنه عداوات ومشاحنات تفضي إلى الطلاق، وربما يصل الأمر إلى اتهامات متبادلة باستخدام السحر والشعوذة…

والأخطر من هذا كله إرغام الفتاة الصغيرة بالزواج من رجل كبير أو أي شخص لا ترغب فيه، دون أن يؤخذ برأيها أو تستشار في نفسها، وما إن يتم عقد القران بينهما حتى تسعى بكل السبل في الخلاص من زوجها، لتعود إلى أهلها بطلاق بائن أو يرتفع الخصام إلى القضاء.

فهلا سعينا جميعا من أجل القضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، فالمجتمع لا يمكن أن يصلح إلا بصلاح الأسرة، وصلاح الأسرة يقتضي أن يعرف كل من الطرفين ما له من حقوق، وما عليه من واجبات، فلا تنس المرأة وجوب طاعتها لزوجها امتثالا للحديث النبوي الشريف (هو جنتك أو نارك) ولا ينس الرجل أن المرأة خلقت من ضلعه، وعليه أن يكرمها دون أن يحاول تقويم اعوجاجها، ففي الحديث (رفقا بالقوارير) فالنساء لا يكرمهن إلا كريم، ولا يهينهن إلا لئيم، كما يجب على الرجل أن يعلم أن عفافه شرط لعفاف زوجته قال النبي صلى الله عليه وسلم (عفوا تعف نساؤكم).

بقلم/ عزيزة بنت سيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى